بقلم.. عائشة أحمد سويد

يرونهم ولكن ليس كما أراهم، ويتعبني هذا الشعور، صبية يلعبون يتجادلون ويتعاركون ويتمازحون، أعمارهم بين الرابعة والعاشرة، وهم كذلك أسبقهم لمستقبلهم ذاك المجهول الذي أخشى عليهم منه وأشفق عليهم فيه، فهولاء الصبية مطلوب منهم غدا أن يكونوا رجالا، في حين كثير منهم يتلقون من الإهمال والعنف أو التدليل ما يكفي لتدمير مستقبلهم ويجعلهم على هامش الحياة فالبعض ينشئ أبناءه بعبارة خلك رجال تحت الضرب والإهانة فيكبر وهو رجل شكلا بلا مضمون!! وقد يكون البعض ذكرا بالهوية فلا شكل ولا مضمون والواقع دونكم ..!!
ماذا أعددنا لهم ليكونوا غدا رجالا كما نريد وقادرين على إدارة حياتهم بفاعلية…!!، أأعددنا أبا وأما وأسرة ومجتمعا أم هو هكذا الحال نتركهم لمجهول يتقاذفهم كيفما شاء ويصنعهم كيفما شاء، جل تصرفات الأجيال الماضية والحاضرة ما هي إلا نتاج لأم وأب وأسرة ومجتمع،
حين نقدم على أمر نتشاور ونفكر ونختار ونتخير حتى لا تأتي ساعة ندم تعيقنا عن تحقيق الهدف الذي سعينا له ولا أرى أمرا يستحق أن نحقق كل ما ذكرت له كالزواج، فمشروع الزواج يترتب تكوين أسرة يترتب عليها إنجاب أفراد وهنا الطامة نفرح بمقدم الأفراد (الأطفال) ونباهي بكثرتهم ولكن من سينشئهم تنشئة نفسية صحية جسدية سليمة ومن سيعلمهم ويربيهم ومن ومن ومن!!
استفهامات ترهقني جداا، لعلي بطرحي لها في مقالتي هذه أقف على ناصية الطريق لنسير في الخط المستقيم لأجد فيها ما يكون عونا للأجيال على تخطي كل صعب منذ البدايات للعيش بصورة أفضل، اختيار الأب لا يقل أهمية عن اختيار الأم، وفي حالة غيابهما لأي ظرف يفترض أن لا يعفى القائم على التربية والرعاية من المسؤولية فصناعة جيل مختلف سلبا أو إيجابا تبدأ من غراس البذرة الأولى وهذا يتطلب وقفة جادة من كافة المسؤولين بتكثيف التوعية وعقد الدورات الإلزامية وتكون كمتطلب إلزامي لعقد الزواج فلا مؤسسة أهم من الأسرة فهي اللبنة الأولى التي تكون المجتمع المكون للدولة فنحن نريد رجالا لا أشباه رجال ..