بقلم /أمل حسن جلال

قمت ببعثرة الذكريات فأخذت أقلب المحابر فوق الورق بحثا عنك أين أنت؟!

حتى قلمي أصبح كفيفا لا يبصر نور الحروف ودروب الورق أخرس، أصمٌّ أغرسه في عمق صدري فلا حبر يسيل ولا شعر يستطيل قد أضل الطريق.

أفتح غرفات عقلي وأجوب بين الذكريات أركل المقاعد وأبعثر طاولة اللقاء أسكب فوقها أكواب الحسرة والندم فأرى تلك الريشة التي سقطت تحت القدم أجمع بقاياها وأستلُّ منها الألم فأنفض غبار الذكريات عن صدري وأنقش لوحة الشوق البهيم الذي يثور وينطفئ ..

أين يجلس ذلك الحبيب الفاتن الذي جذبني بألف عنصر ثم ذهب؟
تمدد الشوق في صدري وانكفأ التعب..
وتتمرد ريشتي التي فاحت بعطرك قد كنت معي هنا تقلب الشوق ويتبعثر الورق فأقسمت بالله وغلَّظت اليمين ثم قطعت وتين الأمل.

فعدت أناديك تعال لأشمَّ كيفيك وأحيي قلبي من العدم.
قد تعبت الأقلام وفاحت سطوح المحابر بالأرق فكم من كاتب أسنده الورع وآخر ألجمه الفزع وها هو قلمي الذي قلت يوما عنه قد برع قد جمع لك كل الحب في سطور والريح تعبث بالورق وعين قلمي تزمجر لمجرى الدموع تحذر من الغرق بين كف أساطيل الأشواق
فشطرت مشاعري نصفين، للقلب والعقل معا

فأصبحت أحرفي سردابا ودفاتري مهجورة موحشة فحثيت التراب فوق جروحي وأنثنى القلم..

أقلام بعضهم كمغامرات علي بابا تقص أربعينات كذباتهم على ورق تروي حكايات الغدر والدهاء والمكر ثم ترسم خطوطا متعرجة على كف القدر
تحمل أفكاري أجنة الوفاء والصدق ثم أكتشف أنها حبلى هم وأرق فتضع يرقات من ذكور وإناث على الورق فيأدها هجرك الموحش.

أبحر قلمي على زورق الأشواق يحمل لحاء المعاني الفاخرة ويبسط خزف الوفاء عند الغسق تداعبني رائحة عطر الصندل التي تتدلى من غصون المحبة وتأخذني الأمنيات لك وتدفعني بكل ثبات حينها قمت بشج رأس محبرتي فبكى قلمي حتى أبيضت ريشته من الحزن فهو كظيم.
رفض البكاء وارتد عن الرقص والغناء فأي الأقلام تكتب بعد حبك! وأي الأقلام لا تحن ولا تئن!
عد بقميص كذبك ليبصر قلمي الفرح ويرتد بصيرا..