شذى الشقري

اللاعب ربيع سُفياني لديهِ قصة كفّاح أحب أن يُشاركها معنا ليُلهم قاعدين ويُحفز يائسين ورُبما أستطاع انتشال آخرين من أحزانهم .. وليقول ذات يوم هذا أنا وليس كان أبي ..

من رحمةِ الله بعبادهِ أن يسخر لهم الأسباب ، ويُدبر لهم أمورًا بالخفاءِ بعيدًا عن أنظارهم ويُبين ما يشاء بحكمةٍ بالغة ..

ربيع ظن أن ما أصابهُ شر لم يكُن يعلم أن في الأمر خيرًا لم يلحظه! ولم يخطُر في بالهِ قول رسولنا الكريم “عجبًا لأمر المؤمن إن أمرهُ كله خير ” حتى أصابهُ ما أصابه وودع الملاعب ليعود كما أُطلق عليهِ ” اللاعب المحظوظ” ..

ربيع راويًا قصته :

في بداية الأمر لم توافق عائلتي على انضمامي لنادي سدوس الّذي يبعُدنا 70 كيلو متر ، رُبما لصغر سني! حيثُ كُنت أبلغ 13 سنة حينها ورُبما لألم البُعد فمرٌ علينا بأن نودّع زائرًا فكيف الّذين حملناهم في أضلعنا!

لكن الله شاء و بالفعل ذهبتُ دون علمهم وقعت وخدمتُ الفريق 5 سنوات ثُم انتقلت بعدها لنادي الهلال السعودي درجة الشباب ، وبعد سنةٍ من انتقالي أُصبتُ في احدى المُباريات بعرقِ النسا بعد ما سقطتُ على ظهري وقال لي الطبيب أنني لن أستطيع اللعب مع مرور الوقت لم أأخذ الأمر على محملِ الجد واستمررتُ باللعب حتى وقع الأمر الّذي ظننتهُ شرًا !

ابتعدتُ عن كرة القدم وتمنيتُ بشدة أن استطيع المشي مُجددًا ، تاجُ الصحة لم أكُن أراهُ حتى فقدتُه !

وبعد مرورٍ سنة تحسّن وضعي وللهِ الحمد ، أكملتُ دراستي وحصلتُ على شهادة دبلوم في الهندسة المعمارية ، أراد لي الله أن أعودَ ربيعًا أخر ..

وأول نادي وقعت معه بعد عودتي نادي الفتح لم يكُن حينها يلعب في الدوري السعودي للمحترفين وقعتُ معهم بثمنٍ زهيد لا أُخفيكم أن رغبتي في اللعب كانت أكثر من جنّي المال ! واستطعتُ وفريقي الصعود في أول سنةٍ وقعتُ فيها من الدرجة الأولى لدوري المحترفين وكُنت الهداف حينها ، وحققتُ سبع ميدالياتِ ذهبية وثلاث فضية وواحدة برونزية ..

ظننتُ الأمر شرًا وإذا بي أرى خيرًا كثيرًا !
فالحمدُ للهِ والشُكر له على منّهِ وكرمه استبشروا خيرًا لعله يحدث بعد ذلك أمرًا .