بقلم /انتصار عسيري

ما تراه بشعا.. قد يراه الآخر جمالا مطلقا من زاويته الخاصة. 

كغياب امرأة عن المعنى الحقيقي للأشياء.. 

حينما تحك وتدعك جسدها بالملح والبن والأعشاب، وتسرح خصلات شعرها بعناية، لتُزف لشخص مجهول في حالة تراجيدية كسبية لا تعلم وجهتها، وتستلذ بهذا المعنى وترى في حالتها جمالا مطلقا يلهمها أن تصيغ بها بقية حياتها، لتسيرها رياح هذا الرجل المجهول حيث يشاء، وعندما تتبدل الأيام والأوهام ترى في نفسها قربانا لقبيلتها كأسطورة إغريقية مليئة بآلهة غاضبة تنتظرها كقربان لتهدأ وتطمئن.. 

هي ترى في ذلك اللا أفق حالة جمالية، والفنان يرى في تلك المرأة مادة جمالية يصنع بها فنه.. ويصفق العالم لهم.!!! 

وكغياب رجل عن المعنى.. في الحروب يرون أنهم خالدون، ويستلذون بهتافات الناس لهم وهم ذاهبون إلى حتفهم باسمين.. ويعيش حالة جمال مطلق، ويكمل حفل زفافه مع الملائكة في السماء، وعروسته المجهولة السالفة الذكر.. تضمدك وتكفنك بدموعها وباقة زهرها.. وتلم خصلات شعرها المصففة بعناية ببقايا ثيابك الممزقة، وتراه في كل حجر وشجر ومطر.. كشهيد حب وحرب.. 

ويجتمع الملحنون والمغنيون ويتحول ذلك البطل إلى تحفة فنية خالدة، ويغني لهم الجميع..!! 

تلك صناعة الجمال وإن تعددت وجهات النظر هنا والزوايا.