بقلم /أمل سليمان

عندما نتكلم عن المسؤولية, فكلا له مسؤوليته في المكان الذي وضع فيه, بتخصصه أو أحد الظروف المحيطة به التي جعلته في هذا المكان, ولكن تظل هي مسؤولية عليه حتى يتمكن في خدمة الناس والخير من مكانه, وخدمة الناس والخير هي أكبر هم لدى الروح والجسد حتى تنجز هذا العمل, والعمل هبة العافية التي وضعها الله فينا, وخير وسعادة للروح حين تنتصر على صعوبات الحياة وتجتازها ومن ضمن الاجتياز أنك تصنع سعادة أخرى هي سعادة الناس, وصبرك على الصعاب هو أيضا سعادة تستحق المرور بكل مرّ حتى تجعل من نفسك أرض خصبة تزهر خير للآخرين, ولكن تظل هذه الروح لها متطلبات ولها ماء تسقيها حتى تستمر في الازدهار والخصوبة بالخير واستمرارية ما بدأت به في العمل وصنع سعادة الآخرين, وحتى تصنع سعادة تفوح بها نفسك ويكون عبيرها كبير يصل لأبعد مكان, ضرورة أن تكون سعادة هذه الروح داخلية بثقة وسمو وهذا لن يكون إلا إذا تحقق لها أملها وأمنياتها, حتى لو كانت هذه الأرواح ذات مؤهلات وتخصصات بسيطة أو ضعيفة, فهي أرواح وأجساد يضنيها التعب وتتكافل عليها أمور الدنيا, ولها أن ترتاح في المكان الذي وضعت فيه لتكمل حياتها برضا وخير, هذه الأرواح تحتاج حقوقها وأمالها البسيطة كي تتحقق, وعلينا هنا أن نتساءل لماذا يتم نسيانها في الأرض وفي ملفاتها وناسها, لماذا تكون مسؤوليتهم تعب على الأرض وتجاه الناس كبيرة, وإذا أخطؤوا يكون عقابهم كبير جدا, هذا كله يكون على عاتقهم, وحين يأتي وقت الحقوق يكونون آخر ناس يتم ذكرهم, ومكافأتهم لا تذكر, ولا تصرف ولا تناقش, هؤلاء الناس هم اليد العاملة الحقيقية, وهم من يصنعون كل العمل الأرضي الذي يحتك بالناس والبشر بجميع طوائفهم وأشكالهم, لماذا هذا كله وهم بشر أيضا عليهم هم مضاعف, وعندما يشتكون لا أحد يسمعهم أو ينصت لهمومهم ومقتضياتهم الحياتية والنفسية, يشكون لأنفسهم فقط, وإذا بكوا لا أحد يمسح دموع قهرهم ومسببوه, مظلومون في الحقوق والعمل والإنصاف, إنهم بشر يستحقون الحياة والشكر والاحتفاء بجهودهم التي هب أصعب مكانة بين أماكن العمل, لأنهم يخدمون مباشرة مع الآخرين على الأرض, يراعون نفسيات الغير ولا أحد يراعي صحتهم ونفسياتهم, فهل لهم بحياة أفضل ومراعاة ما يحتاجونه حتى يكملوا مسيرتهم وإصرارهم تجاه الحياة.

أي وطن في الحياة لا يكون وطنا إلا إذا تساعدوا أبناءه فيما بينهم, مساعدة يد واحدة كالبنيان يشد بعضه بعضا, والوطن هو المؤسسة التي تتشكل للخدمة والمؤسسة هي العامل والمدير والصانع والناصح والمخطط ووو الخ, وهؤلاء كلهم هم بشر لهم احتياجاتهم وحياتهم, وكل هذا لا ينتصر إلا إذا أخذ كل شخص حقوقه في المكان الذي هو فيه على أكمل وجه, حسب موقعه وترتيبه, الخير كل الخير والحب لوطننا وقيادتنا الحكيمة, والذكرى جميلة لكل إنسان يرى أن البشر سواسية في كل شئ, وتقسيم الحقوق هو حق أراده الله ورسوله للمسلمين, ونرجو الالتفاتة الحسنة لذوي التخصصات الضعيفة وإعطائهم ما يحتاجونه حسب مكانهم واحتياجهم, والله أعلم بما في النفس من دعاء للجميع, ويجعلنا الله محبين لبعض, ولوطننا الجميل, ولكل بشر يحب الله ورسوله والخير والناس ..