بقلم /أ_روان محسن

المرة الأولى:
عندما شعرت بأن شيئًا ما يحدث بداخلي، شعرت بسعادةً عارمةً لا قُدرة لدي أن أصف مداها ولكن خفت بأن تتلاشى
فحاولت أن أثبت شكي بيقيني وكانت تلك هي اللحظة الحاسمة، كانت تلك اللحظة الانتقالية لتغير حياتي من جذورها
رأيتك ولكن بقلبي رأيتك صغيرًا جدًا من أن تراك عيني في شاشة الإيكو ..
المرة الثانية:
ذهبت أطرق باب السعادة لأطمئن عليك فكان هذا هو اليوم المُنتظر لسماع ضربات قلبك الأولى ولكن سرعان ما أحزنني قولهم بأنك أصغر من أن أسمعك الآن
وضعت يدي أسفل بطني شعرت وكأنني أحملك وأحميك حينها وأستودعك بين يد الله حتى تكبر.
الضربة الأولى:
استمر خوفي من أن يستحوذ مكانًا أكبر من فرحتي بك ولكن ذهبت بقدماي، بقلب يكسوه الخوف والدموع، ولكني استلقيت لأسمع ضربات قلبك الأولى
لا أستطيع أن أترجم شيئًا بداخلي، عاجزةً تمامًا عن ترجمة مشاعري ودموعي ورجفة قلبي ولمعة عين والدك عندما سمعنا ضربات قلبك للمرة الأولى.
مرت الأيام تليها الأشهر والساعات وأصبحت أشعر بركلاتك تتصاعد وكأنك تتضاربين مع جدران بطني حتى تتمكني من ذراعي أحببتك صغيرتي قبل أن ترى عيناي عيناك الصغيرتان قبل أن أتلمس وجنتيك الحريرية أحببتك منذ النبضة الأولى حتى الركلة الأولى وإلى الآن
هل تعلمين يا صغيرتي أنكِ كلما ركلتِ جدار بطني ابتسم مع أن ركلاتك أحيانًا تُشعرني بالألم من شدتها ولكني أيضًا لا زلت ابتسم فأنا أشعر وكأنك تتخاطبين معي من خلالها وكأنك تطمئنيني عليكِ كلما اشتد خوفي عليك ولكني أشعر بعتب على قدميك فأحيانًا افتقدها وافتقد ركلاتها ويشتعل خوفي وقلقي عليك ولكني لا أشعر بها بشدة إلا عندما يكون والدك بجانبي في كل مرة يتحدث بها والدك معي أشعر بركلاتك أقوى
هل تحبين والدك أكثر مني؟
أم أنك أيضًا تشعرين بالأمان الذي أشعر به عندما يكون بجانبي!
سأتحدث معك عن والدك فهو أب حنون جدًا وفعل ما بوسعه لتعيشي بي بأمان فكان يحارب الحياة حتى تكوني بخير وكان أيضًا حتى بغيابه المستمر يطمئن عليك عبر الهاتف وكان لا يغيب إلا من أجلنا صغيرتي فكان هو السراج الذي ينير عتمتنا معًا ستنتهي كل تلك الساعات التي قضاها بعيدًا عنا بعد أن تأتي أعدك بذلك فأبوك حنون جدًا ولم يحببني بشرا قط كما أحبني قلبه لذلك أنا أضمن لك حبه لك أكثر مني فأنتِ الجسد الذي خلق من كلينا وثمرة حُبنا الأولى كيف لنا أن نتعارك من منا سيحبك أكثر ومن منا سيسعى لإسعادك أكثر مرت أعوام ونحن ندعو الله لنراك، ليرزقنا بك وها أنتِ الآن بين أحشائي تكبرين يومًا عن يوم ولم يتبقَ الكثير لتأتِ لتروي أفئدتنا بنور عينيك لتملئي منزلنا الصغير بضجيجك وصوت بكائك أنا اكتب الآن وركلاتك تداعبني وشفتاي تبتسم لركلاتك المشاغبة أشعر بالتعب يا صغيرتي ولكن كلما استشعر أن تعبي هذا هو الطريق الوحيد لرؤيتك ابتسم وها أنا الآن ابتسم لأنني أصحبت أحملك بين يدي فحمدًا لله عليك صغيرتي وحمدًا لله الذي صنع بك نورًا يُضيئ عتمة حياتنا وتملئي حياتنا بالأمان والامتنان فأنا مُمتنة فعلًا لله الذي رزقني لذة هذه المشاعر التي جعلت مني أمًا لكِ 💗