مشاري الوسمي

في عزلة النفس تتبدد أصوات الناس ويبقى ضجيج الحنين وهزات الشوق المتكررة ، نبحث عن أرواحٍ فقدناها ، عادات أحببناها ، أو حتى (روتين) مفقود .

تستمر العزلة ، ويستمر الصراع بين هدوء الأفق و معارك العقول التى لا تهدأ ولا تمل ، فنحن نبحث في دواخلنا عن ربيع جديد يزهر بعد جليد الركود . محاولات بائسة للخروج بأفضل ما فينا من الاعتياد والسيطرة على ثورة النفس الجامحة ، فالنظرات الطويلة في الأفق البعيد والتأملات الواسعة فتحت نوافذ السلام في قلوبنا ، ولكنها كمسكن لا دواء ، فما هي إلا لحظات وتعود الأمواج المتلاطمة ، تُغلق النوافذ ، تثير الفوضى وتهيج الذكريات .

إن فكرة الاعتياد والتعايش مع الأوضاع وخلق مفاهيم جديدة من صفات البشر؛ فلولاها ما حُملت ثقافة السابقين وإرثهم الزاخر لعالمنا اليوم ، ونحن كذلك سنكون، شهداء الحاضر وأبطال الماضي في المستقبل .
ولكن عقبة التحول ليست بالشيء اليسير ، ومواكبة العصر واستمرار الحياة قد تهزمنا في المنتصف ، منّا من قد يعبر ويصل إلى حافة الأمان ، ومنا من سيستسلم ويؤثر القعود على مواصلة المسير .

سنختبر قوة تحملنا ولا نعلم ماهي النتائج ، فلنأخذ بأيدِ بعضنا البعض ، نعبر جميعنا إلى بر الأمان. في أيام كثر فيها الفقر والفقد والألم. تحسسوا من حولكم فقد تكون البيوت الصامتة يئن داخلها من الجوع والوجع ، وإن خمدت أصوات أطفالنا فلنحيها بإحياء فرحة العيد ومظاهر الحب والفرح .

لننسى خلافاتنا اليوم؛ فنحن لا نعلم ماذا سيكون غدًا ، لنرفع أصوات الضجيج من حولنا لتهدأ أرواحنا وتسكن أنفسنا ، فمازال الخير كل الخير في كل يوم أشرقت فيه الشمس ونحن ننعم من الله بالصحة والعافيه .

دمتم ودامت أعيادكم وكل عام وأنتم بخير .