بقلم / أ - احمد بن جابر العقد

يُعَدُ الاحتفال بذكرى اليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية فرصة مناسبة لاستلهام بطولات المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود
حين نبهت يدُ الله هذا القائد العظيم لاستعادة ملك ابائك واجداده وتحقيق وحدة هي الانجح في العصر الحديث هذه الوحدة المباركة التي وحّد فيها القلوب قبل توحيد الجغرافيا محولاً الشثات الى التئام
وشرذمة التربة [ التي كانت المشهد الابرز في تلك الحقبة الصعبة والشديدة الاضطراب حين كانت قوى الصدارة تتسابق للإستئثار بخيرات المنطقة العربية وتقسيم ترابها ] الى التئامٍ وتضامن ليُشكِّل اتحاداً ناجحاً وصلباً وثيق الوشائج قوي اللُحمة و بقدر ما كانت سنابِكُ خيل عبدالعزيز تثير غبار الانتصارات بقدر ما كانت تنشر العلم وتنهي الخرافات وتبث في مفاصل الحياة الطمأنينة والنماء .
وجاء ابناءه الملوك من بعده يُوطِدون المُلك ويرفعون البنيان حتى غدا في عهد سلمان الحزم والعزم كياناً مزدهراً ، شامخاً ، مهاباً ولافتاً باقتدار بالغ
وحتى اصبح الجغرافية الاكثر هدوء واستقراراً ونماءً على وجه الارض

وحتى ، سُجِّلت في عهد الملك الشجاع سلمان بن عبدالعزيز إنجازات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة وكانت القرارات الإستثنائية والشجاعة محلياً وعالمياً التي اغلقت الكثير من الملفات العالِقة و الشائكة التي قيدت الكثير من صور الحياة محلياً واوقفت التماهي مع متغيرات العالم ومستجدات العصر ،
وخاضت المملكة تحديات عالمية ضخمة اثبتت فيها صلابة البناء الداخلي ونضج التعاطي مع المواقف والاحداث داخلياً وخارجياً بديبلوماسية عالية جدا حتى وضعت السعودية للقرار السياسي العربي قوة وحضورا ما كانت لتكون لولا مواقف السعودية القوية وثباتها على مبدئها الراسخ في الدفاع عن القضايا العربية والاسلامية
وحتى اعادت رسم خارطة توازنات القوى عالمياً على المستويين الاقتصادي والسياسي وهي تقف بثبات مدهش في مربعها اللائق بها ضمن الدول العشرين الاقوى اقتصادا وتاثيراً ،
وجاء الحدث الاضخم المتمثل في رؤية المملكة (2030 ) على يدِ عرابها الامير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان هذه الرؤية العملاقة التي تسعى إلى تحوّل المملكة لنموذجٍ عالمي رائد في العصرنة والتنمية المستدامة للانسان والمكان و تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات
لنشهد باعتزاز وفخرٍ متنامٍ مشاريع ضخمة كانت يوماً حلماً بعيد المنال ،
وما إطلاق مشروع “مدينة ذا لاين” أحد المشروعات التنموية الضخمة في منطقة نيوم التي تجسد بمواصفاتها حياة المستقبل وتعزز من جودة الحياة الا دليلا على اننا لم نعد نحلم كالسابق أن يلبس الواقع احلامنا اذ سبق ما تحقق في الواقع ما استشرفته الاحلام في وقتٍ تحولت فيه المملكة الى ورشة عمل كبرى وفق رؤية ناضجة طموحة وحلم وطن وقيادة وشعب جعلوا العلياء مقصداً والهمة مَركَباً جسوراً تضاهي جبل طويق صلابة وثبات ،
وحققت المملكة العديد من الإنجازات المدهشة ضمن محاور ومنطلقات الرؤية العملاقة (2030) ، من بينها تضاعف الإيرادات غير النفطية، وتمكين المرأة في سوق العمل، ورفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال، وتفعيل دور صندوق الاستثمارات العامة، والتحسن الكبير المحرز في حماية البيئة .
وهانحن أولاء في احتفالاتنا بالذكرى
الواحده والتسعين ليومنا الوطني المجيد نزهوا بوطن لا تشبهه الاوطان بوطنٍ صار لنا داراً نسكنه ارضاً ويسكننا دماً وروحاً وانتماءً وهوية ، ان حب هذا الوطن العظيم
لا تستطيع لغة التعبير عنه كما يستحق لعمق دلالاته في نفوسنا وفكرنا ووجداننا هنا علاقة خاصة جداً تهبُنا الدفء والخبز وحميمية لقاء العاشق بمعشوقته ال تغلغلت في فؤده ورسمت منعرجات نبضه
حب هذا الوطن علاقة ابدية سامية وسامقة في نفوسنا مرتبطة بعمق ذواتنا الناشئه عن الوعي بالتاريخ والجغرافيا والخبز الطري عِوضاً عن الجاف المتعفن ارتباطك به كارتباطك بارضك في خِصبها و الجدب يبقى العشق هو ذات العشق والوطن حكاية لا يستكمل جيل لوحده قراءتها ، الوطن ليس عمرا واحدا بل الف عمر ودماً يراق بشرف وزهو على ثراه دفاعاً عن قادته ومقدساته .
وسنبقى ابدا نحب هذا الوطن بملء قلوبنا واحلامنا وتطلعاتنا صوب الشمس وصباحاتٍ مشرقة بزهو المجد وسنبقى نحبه بملء اعين الحاقدين قذىً و سنبقى ندافع عن مقدراته كخنجرٍ ينغرِس في خاصرة المتربصين بحلمنا المتكئِ على قيادتنا العظيمة .
ودام هذا الوطن العظيم مهاباً عزيزا شامخاً لا يطاله اللئام ولا يفت في عضده الاقزام .
كل عام وانتم والوطن بألف خير وعز .
بقلم / أ – احمد بن جابر العقدي