بقلم/ شيخة حكمي

ورحلتْ ريم تاركةً في قلوبنا جرحًا غائرًا

لن يداويه الزمن 

رحلتْ نقيّة القلب طيّبة الروح سليلة الأمل وليدة التفاؤل سرّ البهجةِ والبسمةِ الحاضرة.

رحلتْ أنيقة الحرف ناسجة الكلمات من خيوط الأمل والإيمان القويّ بأنّ كلّ ما في الحياة من ألمٍ ما هو إلا أقدارٌ وابتلاءات

ولسان حالها يقول (لن أستسلم للمرض حتى الموت)

فمضتْ رُغم ضعفها وصبرتْ رغم ألمها

وجاهدتْ لتثبتَ للجميع أن لا يأسَ مع الحياة ولا حياةَ مع اليأس

أذكر في آخر رسالةٍ قرأتها لها هنا في هذه الأكاديميّة التي جمعتني بها يومًا

وكانت تخبرنا فيها بقول الأطباء أنّه لم يتبقّ لها في هذه الحياة إلا أشهرًا معدودة

بقدر ما كانت تؤمن بذلك بقدر ما كنت أشعر بسكاكينٍ تقطّعُ قلبيَ الرقيق

بينما عقلي لا يريد تقبّل رسالتها

في حينِ إيمانها العميق حتى في آخر أيّامها على الدنيا أنّها بخير وستواصلُ النضال حتى النزع الأخير .

هكذا أرادتْ إخبارنا كي لا نُصدم فيما بعد بنبأِ وفاتها

ياالله !! يا لهذه الرّوح الأنيقة والخلوقة الصبورة والمناضلة!

حتى مع قرب رحيلها لا زالتْ قويّة

لا زالتْ تتشبّثُ بالحياة ولا زالتْ تبكي عليها الحياة

فها هي ترحلُ وتعطينا درسًا في الصبر

وقوّة التحمّل فلا شيء يستحق الحزن والبكاء من أجله إلّا رحيلها والفراغ الّذي تركتهُ في قلوبنا  

وها هي ترحلُ تاركةً لنا رسالتها التّي تبقى نبراسًا لكلّ من أنهكه المرض وأثقلتهُ همومُ الحياة

ولكن تبقى(ريم) في قلوبِ محبّيها وإن رحلتْ

ستبقى قدوةً لمن ابتلاهم الله بهذا المرض

ستبقى درسًا لكلّ من تذمّرَ وحزن وكرهَ الحياة وغالبهُ اليأس

ستبقى ريم مثالَ المرأة المشرّفة والكاتبة الشغوفة والقلب النّابضُ بالحياة

ستبقى كتاباتها شفاءً لكلّ مريض وأملًا لكلّ يائس وأُنْسًا لكلّ مكروب

ستبقى (ريم العنزي) اسمًا تردّدُه الحياة وتغرّدُ به البلابل وتحنُّ له أقلام الوفاء 

ستبقى ريم تلك الابتسامة البيضاء المشرقة التّي قهرتْ اليأس

وأما نحنُ فسنرفعُ لها أكفّ الدعاء 

دومًا وسنحتضنُ اسمها في دعواتنا

فليرحمِ الله روحًا لم يعرف اليأسُ إلى قلبها طريقًا

رحمكِ الله يا ريم وجعل الجنّة مثواك ومستقرّكِ الأخير

وجبر قلوبًا ستُجبرُ بكلماتكِ الشافية

وداعًا أيّتها الرّوحُ الجميلة المثابرة

وداعًا يا قلبًا لم يسلك اليأسُ إليه طريقًا

وداعًا (ريم) والعزاءُ لقلوبنا.