حسن حسين علي الذروي

————–
حسن حسين علي الذروي
————–
ألا هُــبــي بــمـجـدكِ أتـحـفـينا … فــإنـا مـــن قــرونٍ قــدْ بـديـنا
ألا بــاهــي بـمـجـدكِ أطـربـيـنا … فــإنــا مــــن قـــرونٍ مُـرْتـقِـينا
أضـيئي صـفحةَ التاريخِ شمساً … تُـــشّــعُ والــعـوالـمُ شـاهـديـنـا
ألا مُــنــذُ قــــرونٍ قـــد بـديـنـا … ولـلأحـلام نـقـطفُ مــا انـتهينا
ألا مــنــذُ قــــرونٍ قـــد بـديـنـا … ولـلـعـلـيـاء حُــزنــا واعـتـلـيـنا
ومـــا زالـــتْ لـنـا تـأتـي تـبـاعاً … فـنَحصدها ونـمضي ما اكتفينا
سـعـوديونُ نـحـنُ إذا افـتخرنا … هــل الـعـوجا ودومــاً حـازبـينا
سـعـوديـونُ نــحـنُ إذا سُـئـلـنا … ولـلـعـلياءِ حـتـمـاً قـــدْ سَـمَـوُنَا
يـزيـدُ طـمـوحنا فــي كـل عـامٍ … فــصـرنـا قُــــدوةً لـلـطـامـحينا
لـنـا هــذي الـجزيرةُ مـن قـديمٍ … لــنــا فــيـهـا جـــذورُ الأولـيـنـا
فــمــنـا ابــــن كــلـثـومٌ ومــنــا … لـبـيـدٌ وابــنُ مَـعْـدٍ كــان فـيـنا
ومــنــا كــــل صـنـديـدٍ هُــمـامٍ … وفــرسـانٍ عــلـى مــرّ الـسـنينا
وفــيـنـا مــولــدُ أزكــــى نــبـيٍ … رســــولُ الله والــنـورُ الـمـبـينا
وســيـفُ الله خــالـدُ والـمـثنى … وآلُ مـــحـــمــدٍ الــطــاهــريـنـا
وخـيرُ ثـرى عـلى الأرض ثَـرانا … وذا شــرفٌ يَـغـيظُ الـحاسدينا
لـــنــا الــقُـدسـيـةُ بـمـقـدسـاتٍ … حـــبــانــا اللهُ ربُ الـعـالـمـيـنـا
لـنـا الـشرفُ الـعظيمُ بـكلِ أمـرٍ … وفي الأحسابِ نحنُ الأشرفونا
جـمـعنا الـفـخرَ مـن كـلِ اتـجاهٍ … وفـــي كـــلِ مــجـالٍ سـابـقـينا
ورثـنا الـمجدَ مـجداً بـعدَ مجدٍ … ونــبــقـى لـلـقـيـامـةِ وارثــيـنـا
ألا هــبــي بــمـجـدكِ فـاخـريـنا … فــإنـا مـــن قـــرونِ شـامـخونا
ألا هــبــي بــمـجـدك أسـمـعـينا … فــإنــا لـلـمـفـاخرِ قـــد دُعـيـنـا
وإنــا فــي ذرى الآسـادِ شُـوسٌ … لــيـوثٌ فـــي حــمـاكِ بـارزيـنـا
ونَـصِـلي الـمـعتدي نـاراً تـلظى … ونــجـتـث روؤس الـطـامـعـينا
نُـذيـقـهمُ مـــن الـمـوتِ زُعـافـاً … ولا نـخـشى سـمومَ الـكاشحينا
سـهامٌ بـلْ سـيوفٌ بـلْ رصاصٌ … عـلـى الـبـاغي فـنـتركهُ دفـيـنا
ولا نُـلـقِـي إلـــى الـجُـهَالِ بــالاً … حُـــلــومٌ، لـلـجـهـالةِ مُــزْدَرِيـنـا
ورايـتـنـا هــي الـتـوحيدُ تـعـلو … مـرفـرفـةً تـغـيـظ الـمـرجـفينا
لــنـا عَــلـمٌ ولــيـسَ لــهُ مـثـيلٌ … فــلا تَـمْسَسهُ أيـديِ الـمُنْكِسِينا
لــنــا الــخـيـلُ بِــكَـرٍّ أو بفَـــرٍّ … لــنـا الـسـيـفُ عــدوُ الـخـائنينا
لـنـا الـتـمرُ لـنـا الـلـبنُ الـمصفى … لــنـا الـنـخـلُ نــمـوتُ واقـفـينا
لـنـا الـجـودُ إذا الأقـوامُ ضَـنّْتْ … ولـلأضـيـافِ نـحـن الـمـكرمينا
ألا هــبــي بــمـجـدك اتـحـفـينا … فــإنـا مـــن قــرون قــد بـديـنا
مَـلَـكْـنَـا هــــذهِ الــدنـيـا كــأنَّــا … لــهــا دونَ الـخـلـيـقةِ مـالـكـينا
نَـعـيـشُ بــظـلِ حُـكـامٍ عِـظـامٍ … وومـمـلكةٍ لـهـا الـقـاصي يَـلـينا
مـــلاذُ الأُمـتـينِ بـكـل ٠٠كَــربٍ … ومـصـدرُ دعــم كـل الـمسلمينا
هــيَ وطـنُ الـسلامِ بـكل فـخرٍ … مـــــــلاذٌ آمــــــنٌ لـلـخـائـفـيـنا
وشــــرعُ الله دســتـورٌ ونــهـجٌ … لـهـا مـنـذُ الـمـؤسسِ مُـمْسِكينا
عـلى الـتوحيدِ وحَّـدَها عـظيمٌ … فــكـان أسـاسـهـا صـلـباً مـتـينا
وســـارَ بــعـدهُ الأبــنـاءُ ســيـراً … مــلـوكٌ فـــي الـشـدائـد ثـابـينا
فـسـلمانُ سـلـيلُ الـمـلكِ فـيـها … وســاعـدهُ مـحـمـد قـــد وَلِـيـنَا
أقَــامَـا نـهـضـةً كـبـرى فـصـرنا … مــع الـدول الـعظامِ الأعـظمينا
عـلـى كــلِ الـشـعوبِ لـهم أيـادٍ … مـواقـفـهـم تــســرُ الـنـاظـريـنا
ترى التاريخُ يقصرُ عن خُطاهم … ويـعـجـرُ مــثـلَ كــلِ الـكـاتبينا
فـلـو سُـئلَ الـزمانُ أَمِـنْ مـثيلٍ … لـعـصرِهما وهــلْ مِـن مُـشبهينا
أجـابَ بِـلا ولـمْ تـرَ قـط عـيني … لـمـا صَـنَـعا، وفَـاقَـا الـمُـنْجِزِينا
هـما شَـمسان ضَـآءَا فـي سَمانا … فــكـيـفَ لـلـكـواكـبِ أن تَـبـيـنا
مـلـوكٌ أذهـلـوا الـدنـيا فـدانـتْ … لــهـمْ، فـالـعـالمُ الــيـومَ مَـديـنا
فَـتـيـهي دولـتـي عــزاً وفـخـراً … فـإنـا مــن غـرامـك مـا ارتـوينا
وهُـبي دولتي العظمى شموخاً … لــنــا الـدنـيـا تــديـن أجـمـعـينا
حـــمــاكَ الله يــاوطــنـاً أبــيــاً … مـــدى الــدهـر إلـــهُ الـعـالـمينا