بقلم _أ/ أحمد بن علي الصميلي

بسم الله الرحمن الرحيم.

الإنسان في مراحل ما بعد خلقه يمر بأربع مراحل تكوينية.

عندما يولد الإنسان طفلا يحصل لديه برمجة خارجية كل سبع سنوات من سنوات عمره ففي أولى مراحله السبع السنوات الأول من عمره
يدخل مرحلة التمثيل
حيث أن الطفل يقوم بتقليد ومحاكاة والديه وكل من يحيط به يبدأ بتسجيل سولكيات من حوله ويبدأ بشكل غير مباشر بمحاكاتهم داخل محيط أسرته
وهنا وفقة لحديث النبي صلى عليه وسلم حينما قال: عن إقامة الصلاة الصلاة (علموهم عليها لسبع واضربوهم عليها لعشر ).
وقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:(كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه). بمعنى أن الطفل يولد على فطرة سليمة نقية خالية من المؤثرات الخارجية التي سيقبل عليها بعد ولادته.
ثانيا المرحلة الاجتماعية من سن السابعة إلى سن الرابعة عشر . يبدأ فيها الطفل بالتعرف على أقرانه خارج محيط بيته، ويبدأ بالاتصال المباشر معهم، تعارف وتسلية وتبادل مشاعر فيما بينه وبينهم
فتسترخي العاطفة لديه ليبدأ بالتآنس معهم، في ممارسة أي نشاط خارجي إيجابي أوسلبي فتبدأ لديه اكتساب مهارات حياتية قد يتذاكى فيها الطفل ويؤثر فيها وقد يخفق فيها وتؤثر عليه سلفا، فتؤثر في شخصيته في من الناحيتين إيجابا وسلبا. لا سيما في محيط حيه، ومع أصداقه أو في مدرسته التي التحق بها مع زملائه الذين بدأ مسيرته التعليمية والمعرفية؛ ليدشنها معهم بالتعارف عليهم، وتكوين علاقات وصداقات قد تنجح معه طيلة حياته وقد تعود عليه بعقبات ذات مؤثرات نفسية تجاههم.
المرحلة الاستقلالية وتبدأ من سن الرابعة عشر لسن الحادي والعشرين.
يبدأ في الدخول في سن المراهقة حيث تفرز لديه هرمونات البلوغ ويتغير فسلوجيا وتبدأ عليه تلك علامات الدالة عليه خارجيا عند الذكور والإناث. وتنمو معه حاجته الملحة لأن يستقل ذاتيًّا بنفسه له كلمته التي يريد فرضها على والديه وإخوته ومجتمعه وكأنه يريد أن يقول لهم أنا قد أصبحت كبيرًا أريد أن أثبت صحة رأيي في استقلايتي دون أن يطلب ذلك منهم.
المرحلة الرابعة تبدأ من سن واحد وعشرين لغاية واحد وثلاثين يدخل مرحلة الاستقلال الأقوى في حياته في القيام بكتابة أهدافه الحياتية بشكل مرن قد ينجح فيها وقد يخفق، وقد يبدأ ببرمجة نفسه ذاتيًّا ليصبح مسؤولا عن نفسه في تحديد طرائق تعايشه مع عالمه الخارجي، ليبدأ بالاحتكاك بهم كعنصر مثير بينهم فيكتسب مهارات حياته جديدة من خلال حبه الشغوف بالإضافة لسعيه لاكتساب المعرفة، فكلما اكتسبها ازدادت قوته المهارية والمعرفية وانبثقت أمامه كل التسهيلات:
فتراه يبدأ بالارتقاء الاجتماعي والعلمي وقد يفوقهم
لكنه من الواجب عليه أن يحبهم ويوادهم وتبادل معهم المشاعر الصادقة والمستوفية لشروط الصداقة الحقة والزمالة الدراسية ذات العلاقات المجتمعية الناجحة
وحتى يتحقق له ذلك لا بد أن يحب الله ويسعى إلى الاستزادة من معرفته به فهي من أوائل طرق الهداية والنجاح لإعمار النفس البشرية بالايمان به والتعبد له قبل
وأن يحب رسوله النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقيم بسنته المحمدية على أكمل وجه ويستفيد من هذه المدرسة النبوية في حياته الدنوية والتعبدية وأن يحرص على اتقانه للعمل الذي خلقه الله من أجله وهي العبادة وإعمار القلب بالإيمان به قبل إعمارها بتشييدها بالأبنية الفارهة
فحقًا لله شؤون في حياة العباد …
…. والعلم عند الله تعالى.