بقلم/ حسن بن محمد العبسي

بعض الناس أحكامه على الآخرين جاهزة ومعلبة، نتيجة لسماعه لرأي من كاشح أومقولة عابرة أوحكم جائر ممن بينه وبين الإنصاف سوء فهم. ولكن عندما تسنح له الفرصة للجلوس مع هذا الشخص أوالسفر معه ويسبر أغواره، ويتعمق في أخلاقه، يجد أن خريطتة الذهنية السابقة خاطئة ظالمة، فلا تحاكموا النوايا، النوايا يعلمها الذي يعلم السر وأخفى، فقد نتجنب شخصا، ما فلا نتحدث معه ولا نتعامل معه البتة بناء على خريطتنا الذهنية المشحونة، بقائمة من السلبيات، والتشويه المقصود، والرأي القاصر، المبني على الشك والتخمين، وإن دققنا النظر وتعاملنا معه دون حكم مسبق، ومن غير توجس قد نجد شخصا مغايرا تماما، لرأينا السابق الجائر نتيجة لخريطتنا الذهنية السابقة. و قد تكون دوافع من شوشوا أفكارنا وسمموا رأينا في الآخرين، إما حسدا من عند أنفسهم، أو لتقليل من شأنهم، أو نقلا عن بعضهم دون تدقيق أو تمحيص، وهلم جرا … والواجب على العاقل الحصيف أن يحكم بنفسه، بكل روية وإنصاف بعد التدقيق والتمحيص. عملا بقوله تعالى((ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)) .