بقلم /د.عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى-
لن ينساك التاريخ؛ فأنت في القلوب.

ملك المواقف الصعبة.
قائد حكيم…
خادم الحرمين الشريفين الملهم… صاحب همة عالية…
كان- رحمه الله تعالى- محبا للتطوير والعمل المستمر، شغوفًا للمزيد من التوسع والتقدم، مؤمنًا بالجودة والدقة والإتقان في كل عمل، ممتثلًا لما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن والمقيم، مع توفير الإمكانات والطاقات؛ لتحقيق رغد العيش للجميع…
صاحب المعرفة والعلم الغزير…
فقدت الأمة العربية والإسلامية، بل والعالم أجمع، ملكًا عظيمًا ورائعًا وكريمًا، قامةً شامخةً وعلمًا يرفع الرأس، وزعيمًا متعدد القدرات والتطلعات، وقائدًا من قادتها المخلصين المحبين للخير والعطاء. رحيمًا عطوفًا صاحب مبادرات مبدعة خدمت أرض الحرمين الشريفين والعروبة والإسلام،
لقد كان- يرحمه الله تعالى- نعم الأب للشعب السعودي؛ لذا من الصعب أن تتمَّ الإحاطة بإنجازاته المشرفة في مقال واحد. التي شملت مناحي الحياة المختلفة، وما زلنا نقطف ثمارها اليانعة، وبركاتها الممتدة.
فأعماله- يرحمه الله تعالى- كالثريا واضحة البيان، وشاهدة الاستدلال على كل ما يفيد ويخدم أفراد المجتمع السعودي الكريم، والمقيمين، بل على مستوى بقاع العالم جمعاء، ولن نقدر أن نوفيه حقه، وهذا الحق مطلوب علينا جميعًا؛ فالناس شهود الله تعالى في أرضه؛ فهناك جهودٌ وأعمالٌ لا ينقطع أثرها، يقول صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

فقد قام- رحمه الله تعالى- على توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ توسعة على المسلمين والحجاج الذين يفدون من أنحاء العالم. وكذلك تمت طباعة المصحف الشريف بأحجام مختلفة، وبعدة لغات، يوزع في المساجد مجانًا في مشارق الأرض ومغاربها لأنه- يرحمه الله تعالى- كان يدرك عظم الأجر والثواب من رب العالمين، ونسأل الله تعالى أن تنير هذه الأعمال قبره، ومنه إلى جنات النعيم مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.

وقد كان- رحمه الله تعالى- يطمح أن تكون مملكتنا في مصاف الدول المتقدمة. وبذلك حظيت كل الخدمات بنصيب وافر من الدعم والتميز والتقدم؛ لذا ترك وراءه أثرًا واضحًا، وذكرى طيبةً في نفوس أبناء الوطن والمواطن والمقيم.

فلن ينساه التاريخ بما يملك من صفات حسنة تميز بها، وعُرِفت عنه، فقد كان يسير وفق نهج المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- وسار على نهجه أبناؤه الملوك، فقد كان يتصف بالتواضع والهيبة، وحسن التعامل، واللطف ورحمة بالجميع؛ فجمع المجد والعز والعطاء من جميع النواحي، وله- عليه رحمة الله تعالى- تميز في مجال القيادة الرشيدة، والعمل الإنساني، صاحب النظرة الثاقبة والبصيرة، وعلو الهمة، والروح التي تحمل مشاعر كبرى بعظم المسؤولية الفعالة، والهادفة للتنمية والتطوير، من خلال إنجازات عديدة طوال مسيرته، وصاحب قلب كبير ليس فيه إلا محبة الخير لكل الناس، كان قائدًا وطنيًا من الطراز الرفيع، كسب القلوب بطيب الخصال والسجايا، والأفعال، والأقوال.
وقد كان حريصا على تحقيق إنجازات ونجاحات متواصلة، تشعرك دائما بالفخر والاعتزاز والانتماء لهذا الوطن المبارك، فأنت في الكتابة والتحدث عنه -غفر الله تعالى له- تحتاج إلى موسوعة علمية، إذا أردنا الإحاطة بجميع أعماله في عهده الميمون الزاهر، ولن نستطع فبعض الأعمال والطاعات لا يعلمها إلا علَّام الغيوب سبحانه وتعالى؛ فأنت تتحدث عن ملك المملكة العربية السعودية الذي كان يعمل لتحقيق نتائج متميزة تخدم الناس جميعا، وهذا الفخر والتميز لم يأتِ من فراغ، فهو يشعر بعظم المسؤولية… ويؤدي الأمانة خير الأداء، ويسهم في رفعة الوطن وأبنائه، بكل ما يملك من صفات بروح الجسد الواحد؛ فهنيئا لوطني بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله تعالى- الذي نفتخر ونفاخر بجميع أعماله، فأشرقت شمس العطاء اللامحدود، وكيف لا ننعم بهذا الشروق؟
ونحن نشاهد ونقرأ عن الجهود الحثيثة التي بذلها وخطط لها للوصول للأهداف المنشودة لخدمة الدين والوطن والمواطن والمقيم في أرض الحرمين الشريفين؛ ليبقى الوطن دائمًا عاليًا، من أجل حاضر زاهر ومستقبل مشرق-بإذن الله تعالى.
عزاؤنا في أخيه الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله تعالى، و- بإذن الله تعالى- يستمر العطاء اللامحدود لخدمة البلاد والعباد ابتغاء رضى رب العالمين.
وختامًا
للتذكير بأهمية الدعاء للأموات
نسأل الله تعالى له المغفرة والرحمة وجميع موتى المسلمين والمسلمات مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.