بقلم /ليلى محنشي

الاكتفاء
هو ذلك الشعور الذي قد يصل إليه البعض منا وقد يكون عبارة عن قرار يتخذه البعض الآخر
فقد يتمثل الاكتفاء في كأس ممتلئ بمشروبك المفضل فتتوقف على سكب المزيد من ذلك المشروب

وقد يكون على هيئة قرار كأن يكتفي الشخص بالعزلة بدلا من الصراعات المحيطة حوله

وربما تمثل الاكتفاء بالصمت الذي نكتفي به في أغلب أوقاتنا ليس لعجزنا عن الكلام بل لأننا اكتفينا به عن الثرثرة في الأمور التي لن نجني منها شيئا بالحديث والخوض فيها.

ويظل أجمل اكتفاء أن تحيط بك العلاقات من كل الجوانب ويكتفي قلبك بنفسك أولا ثم بالقليل من علاقاتك الصادقة.

وقد يكون الاكتفاء على هيئة استسلام أو رضى يتقمصنا عند الوصول لشغف ما ونكتفي به عن البحث عن شغف آخر وتحدٍ جديد ربما يطول هذا الاكتفاء وربما يكون لفترة ما لكي نسترجع فيها ذاتنا ونجدد فيها حلما أوأن نبحث عن هدف وتحدٍ جديد نخوض به في يوم ما.

ويبقى عدم الاكتفاء هو ماسيدفعك إلى أن تخوض أشياء وأمور كثيرة بحياتك وتجدد فيك حب الذات واكتشاف جوانب ومهارات في شخصيتك لم تكن تعرفها من قبل وربما تتعجب من المميزات التي خبأتها طيلة هذه السنوات من عمرك تحت مسمى الاكتفاء بمهارة واحدة وربما بمستوى تعليم محدد ليس لشئ غير أنك أقنعت نفسك بأن هذا هو حدود طاقتك واكتفيت.

فالجدير بالذكر أن شعور الاكتفاء جميل ولكن عدم الاكتفاء يبقى أجمل بكثير

فأن تكتفي بنفسك في تدبير أمورك دون شك هذا أجمل اكتفاء ولكن عدم اكتفائك بأن الذي أنت عليه اليوم ليس بالمكان أو الشعور الذي تستحقه وأنك تشعر بأنك لم تصل إلى سقف طموحك وأحلامك
هو الدافع الذي سيجعلك تستمر في الصعود إلى الوصل لأعلى قمة في مجال الإبداع والتميز الذي تستحقه نفسك وعملت جاهدا للحصول عليه دون أن تكل أو تمل بل أخذت على عاتقك الإصرار والعزيمة وعدم الاكتفاء بماوصلت له وحققته لأن نفسك لا زالت تستحق المزيد لتكتفي.