ليست المرة الأولى (الجزء الثاني )

روان محسن

جرس المنبه في الثامنة والنصف صباحًا لأذهب لجامعتي، وهاتفي لن يتوقف رنينه، والخادمة تطرق باب حجرتي بعنف لأستيقظ.

قمت على عجلة من أمري لأستحم وارتدي ملابسي الجامعية، قبل أن يحين وقت محاضرتي الأولى ،
بعد أن اقتنيت حقيبتي، وهاتفي النقال، فتحت باب حجرتي ذاهبة للمطبخ، لأصنع كوبًا من قهوة البُندق المَطْهُوَّة، صنعتها بسرعة بديهية جِدًّا،إلا اتصال صديقةً لي تدعى سادلي .
الو نارين أنا أمام المنزل، وقفلت الخط كعادتها لا تترك لي أي فرصة للحديث.
وصلت للجامعة في تمام التاسعة وخمسةً وعشرين دقيقة .
لا يوجد لدي وقت للتفكير بما حدث في الليلة الماضية مع والدتي، أو حتى مقابلة أصدقائي، يتوجب عليّ الحضور للمحاضرة، بأسرع وقت مُمكن.
دقائق معدودة تعتريني في أونة من الوقت ، رعشة في جسدي مع دفئ المكان، ولكن أصبحت تلك كعادة يومية أو ما يقارب الشبه يومية، يضطرب قلبي ، تنتفض أطرافي، وكأنني بمكان تكسوه الثلوج، ولكن صوت التكييف، وتعرق الدكتورة أثناء الشرح بدأ عكس ما أشعر به تمامًا، أتجاهل كالمعتاد لا جديد في ذلك .
انتهت الدكتورة من شرحها الوخيم الثقيل على القلب، ولكني لن أكتفي من الجلوس على كرسي القاعة يحملني شعور لا أستطيع مقاومته ، شعور لا أريد أن أبادر فيه بأي تصرف غير البقاء الوقت الكافي بمفردي ، امتنع من مجالسة الجميع أتجاهل تساؤلاتهم عن من أتحدث ، وعن من أكتب ، ومن أحب ، وفي من يشرد ذهني على الدوم تساؤلات لطالما عكرت صفو مزاجي أتجنب الإيجاب عنها أو الإفصاح بها ليس خوفًا، ولكني لا أجد جوابًا لنفسي لأعيش تفاصيله مع تساؤلاتهم .
هذا التهرب صنع لي عقدة من مجالسة الأصدقاء، والبعد عن أحاديثهم وأصوات ضحكاتهم مما يلتمسوه مني من غموض وتصرفات مُريبة كما يزعم الأغلبية ولكني سأتحدث كما أشاء كيفما أشاء ولمن أشأ، ولكن حين أدرك حقيقة ما أتعايش معه، وعن الشعور الذي أصبح يتمكن في الجزء الأعظم مني اتخذ دائمًا موقف الانحياز عن الجميع والاستقرار الذاتي، ولكن عادة المكوث ليلًا، بحجرتي بجانب دفاتري وأقلامي، أقف وأترنح وأتحدث في ذاك المجهول الذي يُسكّننِي، وكأنهُ ماكثٌ أمامي كَشَخْص بشرياً، ولكن ليس هو سواء كلمات تتطاير من نافذة فتاة داخل المجمع المسكون .

1- ما الذي يترتب على تلك المقابلات الليلة ؟
2- هل كل ما سمعته والدة نارين صحيحًا ؟
3- كيف ستتخلص من نظرة العالم لها ؟

( كل تلك التفاصيل سينكشف عنها الستار في الجزء الثالث)