بقلم /عبدالرازق سليمان

بك نفاخر المجتمعات والأوطان
يفتخر المتباهي بأثمن ما يجد، ويفاخر ويفتخر بأغلى ما يملك، يعطيه كله، دون تعب أو جهد أو كلل وملل، يقدم نفسه فداء، ووقته ثمنا لتحقيق الأهداف والمنجزات، يعمل لأجله ليل نهار، فيزداد فخرا بقدر ما يجد من تعب، وينمو شغفه وحرصه على العطاء كلما ازداد إنجازا ووصولا للأهداف.
هو كل شيء، يعطى من الجهد بلا حساب، ومن الوقت دون تحديد، ليحقق بدل الهدف أهدافا، حقه عظيم وكبير، لا يفي بحقه إلا من بذل له نفسه، وماله، وجهده، ووقته، فلم يدخر عنه شيء، ولم يترك خطوة يمكن أن يخطوها في طريق الإنجازات إلا أداها بحرص ورغبة وشغف.
الوطن أثمن ما يجده الإنسان في حياته، ووطننا ليس كباقي الأوطان، ولا نحن كغيرنا، فقصص العمل الدؤوب رواية حب بيننا وبين الوطن، وحكاية عشق ترويها لحظات وأوقات قضيت، وأهداف وإنجازات حققت، ولا غرابة أن يُجِدّ المخلص الوفي لمن أحبه وعشقه وهواه.
أحببنا تراب الوطن حتى لم تعد في الأرض بقعة تساوي شبرا قيمة وثمنا ومكانة، وليس في الكوكب أرض تقارن بذرة تراب من أرض هذه البلاد الطيبة الطاهرة، هي جنة الدنيا وبهجتها وأنسها ورونقها، ونحن ساكنوها حبا وشوقا، نفاخر بها، وتفاخر بنا، كأمٍ تفاخر الأمهات بأبنائها، وهم يفاخرون أترابهم بأمهم، فلا هم يرضون مساسها، ولا هي تقبل النيل منهم والإضرار بهم.

وها هي تتوشح هذه الأم بلباس المجد، وحلي البهجة، وزينة الذكرى، تتوشح متذكرة ليلة إعلان بهجتها، واكتمال سعادتها، تتذكر يوما خلده التاريخ، وفرحة ارتسمت على شفاه محبيها، وكية اكتوى بها أعداؤها.
يوم الوطن رسالة للمحبين أصحاب الوفاء من أبناء الوطن وغيرهم، رسالة تحية من الوطن للجميع، أنا هنا بخير وصحة وعافية، أنمو كل يوم، أتنفس هواءكم، وأفخر بمحبتكم، ورسالة عابسة في وجه كل حاقد وحاسد، لن ينال أحد من وطننا شيئا.
في كل عام وفي هذه المناسبة نتذكر كم من تقدم شاهدناه في وطننا، كم من إنجاز كان حلما فشاهدناه في أرض الواقع، نتذكر ما يقدمه الوطن لشعبه الكريم وللعالم أجمع بفضل الله سبحانه وتعالى، فالفضل كبير، والإنجازات كثيرة جدا.
بالشكر تدوم النعم، بل وتزيد كما وكيفا، فأحسن طريق للمحافظة على نعمة الوطن وما معه من نعم وفيرة وخيرات كثيرة شكر الله تعالى عليها.
كما يجدر بكل فرد من أفراد المجتمع في هذا الوطن سواء من شعب الوطن أو ممن كتب الله لهم فيه رزقا وكرامة العمل الدؤوب المتواصل، والسعي لتحقيق الأهداف والإنجازات، فكل لبنة توضع ترفع بناءا، وتزيد عددا، وتضيف لونا، وتصنع بريقا وتوهجا.
ليقف الجميع يدا واحدة وجماعة واحدة، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، فلتكن الأيادي مجتمعة للمساهمة.