رباب الدرسي 

سطّر أطفال بمنطقة جازان أقوى مثال للحِس الوطني بالمسؤولية المجتمعية خلال نزهة عائلية، حيثُ قام الطفل / جاد توفيق غبين (٧ سنوات بالصف الأول إبتدائي، والطفلة ميسان إبراهيم هجام (١٠ سنوات) بالصف الرابع الإبتدائي، والطفلة نور إبراهيم غبين (٨سنوات) بجمع كُل علب وأغطية البلاستيك المتناثرة على تربة مميزة جدا على مقربة من أحد شواطئ المنطقة التي لاتزال تتمتع بخصائصها الفطرية الجاذبة.

وعن ماقام به الأطفال تحدثت لصحيفة “سعودبوست الإلكترونية” د. إلهام غبين، الأستاذ المشارك في قسم اللغة الإنجليزية ووكيلة معهد اللغة الإنجليزية سابقاً بجامعة جازان، فقالت: تعودنا أن نرتاد مثل هذه الأماكن الطبيعية لما تختص به من تربة مميزة وأشجار بحرية تجتمع كلها في لوحة طبيعية ساحرة.

كنا قد قصدنا أحد تلك الشواطئ خصيصا لجودة نوع التربة هناك، إلا أننا تفاجئنا بأن المكان كان قد أمتلأ بمخلفات البلاستيك. فكرنا لأول وهلة ثم ترددنا خشية مغيب الشمس وحلول الظلام إذ كان متبقٍ لدينا بضعة دقائق فقط إلى أن توشك الشمس على الرحيل. إلا أن مرافقة الرحلة الدكتورة مايا دلباني ( دكتوراه تصوير الرنين المغناطيسي) خريجة جامعة لورين الفرنسية، ركزت على الأثر والسلوك الذي يمكن أن نغرسه في الأطفال خلال هذه الدقائق البسيطة وإن فشلنا في مهمة تحسين مشهد المكان بشكل كامل. بتحفيز بسيط وشرح الهدف وتصور النتيجة، شعر الأطفال برغبة داخلية عارمة في انجاز المهمة من أجل الحفاظ على البيئة والحِرص على النظافة، بل وكان هذا حرفيا ما يرددانه “الحفاظ على البيئة أهم من اللعب”.

أردفت الدكتورة إلهام بأنها رغبت في تعزيز مشاركة الأطفال تشجيعا لهما وتقديرا للجهد المبذول أملا في انتشار مثل هذا السلوك بين أقرانهم من لخلق جيل واع يتجه نحو مستقبل مشرق بالعطاء اللامحدود الذي تبذله القيادة الرشيدة من أجل هذا الوطن الفريد بكل ما فيه ومن عليه.

دقائق قليلة كانت كافية إلى حد كبير لغرس سلوك، تحسين المشهد البصري، الحفاظ على الثروة البيئية، والتعبير عن تقدير الطبيعة، في مشهد يؤكد أن رؤية 2030 أخرجت ما في أطفالنا وشبابنا من مبادرات في كل المجالات.