بقلم الكاتبة/جمعة الصلبي

مما لاشك فيه أن رؤية 2030 تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا. كما أنها ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر.
جوهر القيادة التربوية المعاصرة في رؤية المملكة 2030 :
تؤكد رؤية 2030 على أن ما نواجهه في مجتمعنا السعودي من تحديات في جميع نواحي حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية ، وما نشهده من سرعة متنامية في تغيير النمط السلوكي للمجتمع ، وما نعيشه من زخم معرفي واتصال سريع وتقنية مطردة ، كل ذلك يوجب علينا سرعة تقييم وضعنا الراهن والتخطيط لمواكبة المستجدات بما يتوافق مع قيمنا ومبادئنا وإمكانياتنا . كما بينت رؤية 2030 دور قائد المدرسة كونه يعد أهم عنصر ذي تأثير في أي مدرسة ، فقيادته هي التي تحدد نوعية التربية في المدرسة، وطبيعة مناخ التعلم، ومستوى مهنية المعلمين ونوعية أخلاقهم ودرجة اهتمامهم بالطلاب. فإذا كانت المدرسة تقليدية، وذات شخصية غير واضحة، وغير مبتكرة، ودرجة تركيزها متدنية واهتمامها منخفض بالطلاب. أو إذا كان تميزها في التدريس مرتفعا، وجودة أدائها في الأنشطة عالية، وأن الطلاب يقدمون أفضل ما لديهم من إمكانات، فإن الأصابع تتجه إلى قيادة قائد المدرسة كمفتاح للنجاح أو للفشل.
الدور المتوقع للقيادة التربوية المعاصرة في تنفيذ رؤية المملكة 2030 :
يمكن تحديد الدور المتوقع للقيادة التربوية المعاصرة في تنفيذ رؤية المملكة 2030 ، فيما يلي:
ضبط وتطوير النظام القيادي والتعليمي داخل المدرسة .
– الارتقاء بالمستوى المعرفي والمهارى والنفسي والاجتماعي للطلاب .
– رفع كفاءة ومستوى أداء المعلمين والإداريين .
– توفير التعاون والتفاهم وبناء العلاقات الإنسانية بين جميع منسوبي المدرسة بما فيهم الطلاب.
– مشاركة جميع منسوبي المدرسة في اتخاذ القرار وتطوير الأداء بعيدا عن المركزية .
– رفع مستوى الوعي والإدراك لدى المعلمين و الطلاب تجاه عمليات التعليم والتعلم .
– تطوير وتحسين المخرجات التعليمية بما يتماشى مع السياسات والأنظمة وإرضاء جميع المستفيدين
– إيجاد الثقة المتبادلة بين المدرسة والمسئولين والمجتمع .
– إيجاد بيئة داعمة للتطوير المستمر .
– خفض الهدر والاستخدام الأمثل للمدخلات البشرية والمادية.

القيادة التربوية المعاصرة والحاجة على فلسفة جديدة :

إن القائد التربوي يحتاج إلى التخلص من طريقة تفكير الرجل الواحد والانتقال إلى التفكير الجمعي الذي تنشده رؤية 2030 ، وذلك كي يقوم بدوره القيادي في تحديد رؤية المدرسة ومستقبلها. فالقيادة المعاصرة يمكن أن تمارس من قائد المدرسة إضافة إلى أنها يمكن أن تمارس من أعضاء المدرسة. بمعنى أن القيادة ليست مقصورة على قائد المدرسة ووكيلها، وبالتالي فالهم الأكبر لدى قائد المدرسة هو جمع معلمي المدرسة حول هدف معين، وتنسيق عملهم، وتطوير أدائهم بغرض تحقيق الهدف، والحفاظ على تماسك المجموعة واستمرار عملها. إن تبني قائد المدرسة لهذا الأسلوب في القيادة يتطلب منه تملك مجموعة من مهارات العمل مع المجموعات وخصوصا حينما تفتقد المجموعة إلى الخبرة في العمل الجماعي. لذا فإن عمل المجموعة يكون بطيئا، وتحتاج إلى وقت لتطوير روح الفريق بين أعضائها. وكلما كانت المجموعة غير ناضجة، كلما كانت جرعة توجيهات قائد المدرسة أكبر.