آمنة أحمد

حين تحملني سمائي في يوم رحيلي ، أتمنى أن أكون على شكل غيمة تحل كظاهرة طبيعية غريبة على سطح وكرك في طريقك أو على رأسك أو بداخل عقلك أحياناً

لِمَ لا ! 

علامة ستُعرف بين الناس بها، تضوي لك كلما همّت بك الذكريات في ليلك حينها ستتكالب أجزائي المنشقة بين ضوء القمر لتقيك. كلما زمجرت عاصفة أو ثقلت قطرات مطر أو اكفهّر لونٌ من الشمس

أنا لا أؤمن بالعودة بعد غياب ٍ حتمي أهدانية القدر كخاتمة

لكنني مؤمنة بأن قدرة الله تفوق خيالي في اختيارات الوقائع الحتميه وتصنع معجزة التلاشي لروحي ومشاعري الوليدة . 

بالرغم من مخيلتي الخصبة لاتتوقف عن الخيالات حتى عند حزم أمتعة الرحيل؛ لاتتوقف عن التمني عندما يتعلق الأمر بك…. بالطرق الغريبة كأنها تحمل بتلات من الورود من حديقتها الوهمية التي لاتحوي سوا الأشواك شيء.. تجثتُ الشوك فتخالهُ ورداً تصوغهُ كلماتٌ من بوح قصائدك القديمة تهديه إليك.. فتُدمي يداي.! 

أرفعها للسماء فأخال جروحها خطوط كفك وحفايا تحسستها وأحببتها في يديك

وفي سرحاني كسحابة في سماء فكري.. ينفجر بحرٌ صافٍ من قبلاتك ويصل مداه سور جارتي الشمس المحرقة فأهاب منها وأختبئ خلف الجبال ألوذ وجِلة لأحضى ببعض ذكرى منك وأنا لستُ إلا غيمة غياب ، ودخان منفى وانكسارة حلمٍ فُطم الحليب قبل أن يبلغ أشُده!!! 

كُنتَ رُبان السفينة تضحك تزمجر إني أراك من خلف مخبئي في كهف جبلي وأنت هناك على متن الأمواج تأمر فترفع مراسي وتهبط مراسي وأنا أراقبك تارة وأنسج الحلم فيك تارة وأخاف جارتي الشمس لكي لا تراني فتغضب.. فلها غضب إله سيحرمك الشروق وضي النهار وستبقى تصارع أمواج غضبها وويحاً تغادر ستبقيك لعنة إذا ما رأتني وأنا لستُ إلا غيمة غريبة ضعيفة تجزئني أشعتها ويخترقني ضوء قمرها.. أخاف عليك وأخفض رأسي من جديدٍ بين شهوق الجبال في قعر وادٍ وعلى رأس تل.. لدى سأتشكل كل مرة إذا ما وددتُ سرد الحكايا إليك إذا ماعاندتني الذكريات الأليمة وأردت الهروب نحوك إذا ما أخذني الحنين لأختبئ بين ضلوعك.. أنا لستُ إلا بضع غيمة الآن وبعد التلاشي . 

إني أرى الشمس تحبك تتمايل لك مع الريح فهي بتلة في مهب الحياة قد دُعيت إليك وأنت رُبان السفينة تقودها بطاقمها وتمسك زمام أمرك وتسخط تراكم غيوم السماء لكي لا تحجب عنك الطريق

وأنا لستُ إلا غيمة شتات تخاف النزول إليك فتسقط ريان ماء تخافُ التلاشي وترجع في الغروب لبراح السماء تجوب خيالاتها في الغروب 

ترى نفسها عصفور أيك على كتفيك العريضين مره وفي راحة يديك الكثير

تتحسس تقاسيم وجهك عند نومك تتمتم لحن حبٍ مريض تخاف عليك أن لا تفيق ففي الصبح عيد

تُقبلك قبل أن يتم جفنيك افتراقهما وتهرب مروراً نحو شمسك الغافية بجانبك فترفع غطاء لحافك تغطيك والشمس وتوشوش شمسك ببعض الوصايا عليك

أحبيه شمسه أضيئي كونه دفي برد ليله ولا تقسي عليه في نهاره

فوالله كم تمنيتُ أن أكون مكانك وكم حلمت ببعض من نور نهارك ولكنني لست الا غيمة عابرة وستمضي الهوين

وقُبلة وداع بأعلى جبين ربان السفينة وقول امتنان وشكرا عظيم

من غيمه أبيّه إليك