علي احمد معشي

أثار الفتى الصغير صاحب الدراجة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عندما نشر مناشدته للمسؤولين طالباً منهم القيام بواجبهم تجاه قريته الصغيرة القابعة في أقصى الجنوب والتي تفتقد للكثير من الخدمات الأساسية وجاءات شكواه بسيطة عفوية من فوق دراجته الصغيرة وعبر شاشة جواله وبلغة بسيطة وربما يطلب الجهة الخطأ لحل مشكلة التواجد الكثيف للبعوض حول ” جامع سمرة الجد ” العبارة التي كررها مراراً للتأكيد على أهمية مطلبه واستشعاراً لدوره تجاه قريته وسكانها رغم صغر سنه وقلة معرفته لكن فطنته المبكرة ونضجه العقلي المبكر كانت حاضرة كما أن اسلوبه الجميل وانتشار المقطع في وسائل التواصل الاجتماعي حرك القطاعات الخدمية ومسؤوليها للمسارعة في تقديم الخدمة والاستجابة لمطالب الفتى الصغير الذي مثل قريته ومنطقته بجرأة وحذاقة نادرة وفي هذه الحادثة يحق لنا أن نتساءل ، هل يجب أن ينطلق في كل قرية ومدينة صاحب سيكل أو دراجة ليصور الاهمال في أداء واجبات المؤسسات الخدمية ليهرعوا بعدها خوفاً من نشر الحقيقة وهل سيبقى بعض مسؤولي ومقدمي الخدمات العامة للمواطنين هكذا دون احساس ذاتي بالمسؤولية وهل أصبح الاعلام وهاشتاقات وسائل التواصل الاجتماعي هو العصا السحرية التي تجلب الحظ لاستكمال المشاريع المتعثرة والخدمات المتأخرة ، لقد أولت حكومتنا الرشيدة حفظها الله كل الاهتمام ورصدت الميزانيات والأموال الطائلة ورسمت الخطط والبرامج المميزة لتنفيذ المشاريع التنموية التي تكفل رغد العيش وتنمية المستوى المعيشي للمجتمع من مواطنين ومقيمين وزوار والحفاظ على صحة السكان وسلامتهم بينما لا يزال بعض من وضعت فيهم الثقة ليتسلموا زمام الأمور ويقوموا بواجبهم تحاه تحقيق تلك الأهداف السامية والخدمات الراقية لا يزالون تحت مستوى الشعور بالمسؤولية ولا يتابعون بشكل دقيق ما وكل أليهم من أعمال ومهام مما يجعل طفل صغير في قرية نائية مثل سمرة الجد يفيض به الكيل ليطالب ويناشد بصوت تملؤه الحسرة . ولعل هذا الطفل لم يكن يعلم أن نداءه سيبلغ الآفاق لكنه لم يتردد في رفع صوته والقيام بواجبه وبقدر استطاعته وامكانياته المحدودة المتضمنه شاشة جواله وسيكله ولسانه الطفولي وبضع كلمات قد لا يجيد تنميقها كما يفعل غيره دون عمل حقيقي لكنه قام بواجبه الذي عجز عنه الكثير من الكبار.
ولعل هذه الحادثة تفتح عيون المسؤولين أن المواطن السعودي أصبح واعياً بالقدر الكافي صغيراً أو كبيراً ولن يتسامح في هدر حقوقه من قبل بعض مقدمي الخدمات الذين منحوا الثقة ولم يقوموا بواجبهم على الوجه الأكمل وهناك الكثير من القرى التي تعيش نفس حال سمرة الجد و تناشد كل مسؤول أن يقوم بواجبه دون تأخير ، والا سيكون عرضة للمساءلة والجزاء من الدولة التي لا تتساهل مع أي متساهل أو مقصر في القيام بمهامه تجاه الوطن ومقدرات الوطن.