مريم مباركي

شهر محرم هو أوّل أيام السنة القمريّة، أي أول شهر في التقويم الهجري، وقد كان يُطلق عليه أيّام الجاهلية إسم المُؤْتَمِر، بينما كان يُطلق إسم محرّم على شهر رجب، وقد سمّي شهر محرم بهذا الإسم لأنه أحد الأشهر الأربعة الحُرُم، التي يحرم فيها القتال، إذ يقول الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”.

فضل يوم عاشوراء وردَ في ذكر فضل يوم عاشوراء عددٌ من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن فضلِه أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يتحرّى يوم عاشوراء ويتحرّى صيامه، وهذا دليل على فضله، ففي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “ما رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، أي أنّه كان يتحرّى هذا اليوم كي يصومه ويحصل على أجره وثوابه لما فيه كفارة للذنوب، ويوم عاشوراء له فضلٌ عند اليهود والنصارى، وكان له فضل عند قبيلة قريش أيضًا رغم أنّهم كانوا يعبدون الأوثان، تقول عائشة -رضي الله عنها-: “كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية.

وفضله عند اليهود أنّ الله تعالى أنقذ موسى وقومه في هذا اليوم وأهلك فرعون، كما أنّ النصارى كانوا يعتبرون يوم عاشوراء تقليدًا واتباعًا لليهود، وعندما جاء الإسلام، أعظَمَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- شأن هذا اليوم وأمر بصيامه، لأنّ المسلمين أولى بموسى -عليه السلام- من اليهود، وهو أولى بالأجر والثواب لأنّ الدين عند الله الإسلام.

فضل صيام عاشوراء ثبت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يصومُ يوم عاشوراء، وكان يرغّب الناس في صيامه، لذلك يُستحبّ لكل مسلمٍ ومسلمة صيام هذا اليوم شكرًا له، كما يُستحبّ صيام الذي يأتي قبلَه أي يوم تاسوعاء، والأكمل صيام عاشوراء وصيام تاسوعاء وصيام اليوم الذي يأتي بعده، أي اليوم الحادي عشر، وذلك لمخالفة اليهود والنصارى، أما فضل صيام عاشوراء هو أنّ الله تعالى يُكفّر لصائمه ذنوب السنة التي قبله، كما أنّ في صيامه اتباعًا لسنّة النبيّ محمّد -عليه الصلاة والسلام.

ومن فضل صيام عاشوراء أيضًا أنّه أحد أيام شهر محرم الذي يُعدّ صيام أيامه من السنّة، وذلك لما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم”.

كما كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يُصوّمون أبناءهم في يوم عاشوراء كي يعتادوا على الصيام، وبهذا يكون صيام عاشوراء على ثلاثة مراتب تختلف في الأجر والثواب، المرتبة الأولى: صيام تاسوعاء وصيام عاشوراء واليوم الذي يلي عاشور، وهذه أكمل المراتب وأعلاها، والمرتبة الثانية صيام تاسوعاء وعاشوراء، وأكثر الأحاديث النبوية ذكرت صيام هذين اليومين، والمرتبة الثالثة هي صيام عاشوراء فقط، أي إفراد يوم عاشوراء بالصيام.

 دعاء عاشوراء لم يرد في السنّة النبويّة الشريفة دعاء مخصّص ليوم عاشوراء، وكل ما ورد من أدعية مخصصة ليس لها دليل على أنّها وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن يُستحب للمسلم صيام هذا اليوم والدّعاء فيه عسى أن يكون الدعاء مستجابًا.