حافظ رياني

 

 

اجتاحت الاحتجاجات العالم فى 2019 وخرج الملايين إلى الشوارع من كتالونيا إلى كولومبيا ومن هايتى إلى هونج كونج ومن الجزائر إلى تشيلي.

 

وكان وراء كل حركة احتجاجية سببها الخاص، فالبعض دفعتهم إلى الشوارع مشاعر الإحباط والسأم من الفساد والنخب المترسخة فى مراكز السلطة. والبعض الآخر يحلمون بالديمقراطية أو الاستقلال.

 

ودعا البعض إلى إصلاحات وعارضها آخرون، وكانت المخاوف من التغير المناخى والدمار البيئى محركا آخر للنشطاء فى جميع أنحاء العالم. وتشابهت الإحباطات فى بعض الأحيان، من انعدام المساواة إلى عدم التمكين.

 

واتخذت الاحتجاجات فى كثير من الأحيان منعطفا عنيفا، وقتلت قوات الأمن المئات فى إيران والعراق وأماكن أخرى. وأصبحت سحب الغاز المسيل للدموع مشهدا مألوفا فى هونج كونج التى تنعم عادة بالسلام والاستقرار.

 

ووسط دوى الرصاص وسحب الغاز المسيل للدموع، نشأت حالة من التضامن العالمى يستمد فى ظلها المتظاهرون العزم والقوة من بعضهم البعض، ووثق مصورو رويترز فى أكثر من اثنتى عشرة دولة عمق الشعور الذى يربط بين الحركات المتباينة.

 

وقال أندرس فيليبى فارغاس، وهو أستاذ جامعى انضم إلى إضراب مناهض للحكومة فى بوجوتا بكولومبيا “نحن الآن فى مرحلة الصحوة وعلينا الاستفادة من ذلك”.

 

وأضاف “ما يحدث فى بلدنا وهذا الظلم الذى يؤدى إلى عدم المساواة هو نفس الظلم الذى يدمر الكوكب”.

 

وفى الجزائر، يشعر عامرى ياسين، الذى يشارك فى المظاهرات المستمرة منذ فبراير شباط ضد النخبة التى تحكم البلاد منذ الاستقلال عام 1962 ، كذلك أن مطالبه عالمية.

 

وقال ياسين (26 عاما)، وهو يحمل ملصقا يصور الاحتجاجات فى العالم على أنها زهرة متفتحة الأكمام، وسط مئات المتظاهرين الشبان بالجزائر العاصمة “أنا أحتج ضد الظلم والدكتاتورية.. نريد بناء الجزائر الجديدة”.

 

وأضاف “رسالتى إلى المحتجين هى الالتزام بالسلمية فحسب.. كن حكيما وكن هادئا. حارب النظام بأفكار جيدة، لأنهم ليس لديهم أفكار”.

 

*موسم عدم الرضا واتصل الصيف بالشتاء فى مظاهرات هونج كونج، التى تحولت من احتجاجات ضد مشروع قانون مثير للجدل بشأن تسليم المشتبه بهم إلى البر الرئيسى فى الصين إلى محرك نحو مزيد من الديمقراطية.

 

ورفضت الحكومة المدعومة من بكين الإذعان، فى حين تجمع المحتجون بأعداد هائلة، محولين مناطق التسوق إلى بحر من المتشحين بالسواد.

 

وقال جاسبر (27 عاما)، وهو موظف بأحد البنوك فى شارع بيدر بالحى المركزى فى المدينة حيث انضم إلى مظاهرة وقت الظهيرة “الديمقراطية والعدل مطلب عالمي”.

 

ومثل كثيرين غيره من المتظاهرين، رفض جاسبر أن يفصح عن اسمه الثانى وكان يرتدى قناعا لإخفاء هويته.

 

 

 

وأوضح “كل بلاد العالم تواجه نفس الموقف. لن يكون الطريق مفروشا بالورود، لكننا جميعا نعرف أننا نفعل الشيء الصحيح”.

 

 

 

وأثارت الحركة الاحتجاجية فى هونج كونج مقارنات مع المحتجين المطالبين باستقلال إقليم كتالونيا الإسباني، حيث أشعل الحكم على الزعماء الانفصاليين بالسجن لفترات طويلة احتجاجات متجددة شابها العنف فى بعض الأحيان.

 

 

 

وقال أكسيل بوكسيد (18 عاما) وهو طالب فى برشلونة يحمل العلم القطالونى فى مخيم للمتظاهرين بأحد شوارع المدينة “جئنا إلى هنا، ومعظمنا شبان، مدفوعين بالغضب من الأحكام وعجز السياسيين عن الكلام”.

 

 

 

وأضاف فى إشارة إلى هونج كونج “هناك تشجيع متبادل يستمده الجانبان من بعضهما البعض. إذا وصلوا إلى هدفهم فسنشعر بسعادة بالغة”.

 

 

 

وكان الاقتصاد، وخاصة انعدام المساواة، وقودا قويا للاحتجاجات فى لبنان وتشيلى والإكوادور والعراق.

 

 

 

وقال التشيلى أليكس مونوز فوينتيس، المحاسب البالغ من العمر 47 عاما، وهو يقف أمام حاجز تشتعل فيه النيران بأحد شوارع سانتياجو “لقد سئمت شعوب العالم من الظلم”.

 

وأضاف وهو يمسك بالعلم الوطنى فى يد والنظارة الواقية من الغاز فى اليد الأخرى “أنا لا أريد شيئا بالمجان”.

 

ومضى قائلا “لكننى أعلم أن القانون والدستور فى تشيلى وضعا من أجل استغلال الطبقات العاملة. أريد اتفاقا جديدا.

“هونج كونج (حالة) مشابهة، والسلطات لا تفكر فى رفاهية الناس. أبعث إليهم بعناق حار، وأبدى تضامنى الكامل من تشيلي. (أقول لهم) من فضلكم لا تستسلموا”.