جمهور المثقفين حضروا إليها من جازان وخارجها

سعودي بوست - رباب الدرسي

قدم ثلاثي الشعر السعودي الشهير أحمد الحربي وجاسم الصحيح وسلطان السبهان أمسية شعرية ولا أروع أمام جمهور كبير امتلأت به جنبات قاعة الأمير فيصل بن فهد بنادي جازان الأدبي مساء الخميس ضمن فعاليات ملتقى اللغة العربية الأول الذي يقيمه النادي، وقدم الشعراء للجمهور وأدار الأمسية الأديب الإعلامي نايف كريري بحضور رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي وعضو مجلس الإدارة الأستاذ الشاعر علي رديش دغريري ، وقدم الشاعر جاسم الصحيح قصيدة وطنية
جاء فيها :

وَطَنٌ عليهِ يُعَرِّشُ (القرآنُ)

فـظِلالُهُ (الآياتُ) و(التِّبيَانُ)

حَفَرَتْهُ فينا الذكرياتُ؛ فحينما

ننسَى، يُذَكِّرُنا بهِ النسيانُ!

وتَفَحَّصَ الأجدادُ (حِمضَ) تُرَابِه

فرَأَوا بـأَنَّ تُرَابَهُ إنسانُ

شيخٌ وما غَلَبَتْ عليهِ خديعةُ الـ-

ـأحجارِ ساعةَ يَهـرَمُ البُنيانُ

يمتدُّ من موجِ (الخليجِ) ذراعُهُ

وتُتِمُّهُ في (جِدَّةَ)، الشُّطآنُ

ويُطِلُّ من أُفُقِ (الرياضِ) جبينُهُ

فتُضِيءُ ملءَ جنوبِهِ، (جازانُ)

ثم قدم قصيدة (حسب تقويم الغراب) :

سِيَّانِ من قبلِ (الغرابِ) وبَعْدِهِ

لم يبلغِ الصلصالُ غايةَ رُشْدِهِ
و قصيدة (غواية الكعب العالي) :

جاءتْ على مهرةٍ من كعبِها العالي

تُؤَرْجِحُ الأرضَ في أحضانِ زلزالِ

تَفَتَّحَ الرملُ من أعماقِ تُربَتِهِ

كما تَفَتَّحتُ من أعماقِ صلصالي

كان المقامُ مقامَ الفيضِ فالتبستْ

مشاعري بين أحوالٍ وأحوالِ

وأتبعها بقصيدة (كوني معي) :

كُوني معي.. لا تُشَظِّي وحدتي قِطَعَا

فما أكونُ أنا حتَّى نكونَ مَعا

حبيبتي.. إِنَّني –من دونِ لَـمَّـتِـنِـا-

أُحِسُّني كائناً كالوَهْمِ، مُصْطَنَعا

ما زلتُ منذُ تَصَافَحْنَا أُحِسُّ يدي

(كُعَيْبَـةً) حولها (طافَ) الهوى، و(سَعَى)

ثم قصيدة (الحبُّ عزفٌ مثنَّى) :

لا تأسفي أنَّني ماضٍ وأنتِ غَدُ..

في العشقِ أزمنةُ العُشَّاقِ تَتَّحِدُ!

في العشقِ تنصهرُ الأعمارُ في عُمُرٍ

من الخلودِ كأنَّ اللحظةَ الأَبَدُ!

وختمها بواحدة من أشهر قصائده (حديثٌ لابن عباس) :

أميلُ نحوكِ.. أغدو قابَ أنفاسِ

كما يميلُ (نُـوَاسِـيٌّ) علـى الكاسِ!

وألـمحُ الـحُبَّ من عينيكِ يغمزُ لـي

فهل أُلامُ إذا استعجلتُ إحساسـي؟! تفاعل معها الجمهور كثيرا و قدم الشاعر أحمد الحربي عددا من القصائد :

بلا عنوان..

أمشي على الماءِ لا أخشى من الغَرَقِ
……………. وأتقي شرّ ما في الأرضِ من زَلقِ

ألوذُ بي من خِلالٍ صُغتُها زمناً
………..،بنيتُ فيها البياضَ المحضَ في الأفقِ

لولا السّماحةُ في روحي ومعتقدي
……. لكنتُ أجري كحادي العيسِ في الطّرقِ

تشرّبَ القلبُ من آياتهِ ومضى
……………..يعبّ من سورةِ الإخلاصِ والعلقِ

أتيتُ والحبُّ في كفّي أرتّلهُ
…….. ……..على المحبين ، أتلو سورةَ الفلقِ

أدرتُ كأسَ المنى حرفاً وقافيةً
………. فسارَ كالسّحرِ في الأحشاءِ والمؤقِ

نُبّئتُ أن القوافي وهي شاردةٌ
………. تفرّ من وشوشاتِ الدّمعِ والحَدقِ

تثور في المهجة الثكلى وتجرعُها
……….. سمَّ البداياتِ ، لا تلوي على العُنقِ
كما قدم قصيدة أخرى يقول فيها:
طيري على مهجتي لو قُطّعت قطعا
صبي على لحنها الآلام والوجعا

قلبي إذا رق وانداحت غشاوته
أغانياً .. فاسمعي قلبي إذا سجعا
وتفاعل الجمهور مع قصيدته الشهيرة هند :

اليوم جئت يزفني الوعد
وغدا سأرحل عنك يا هند

وغدا يثور الجمر في لغتي
وغدا يعود الشوق والسهد

لولاك لم تبرح خطى قدمي
سهلا.. ولم يبتزني النجد

إلى أن قال:

حتى التقينا آهِ يا وجعي
أرأيت كيف مشاعري تبدو

وسألت عن حالي أما نظرت
عيناك كيف الحال ياهند

حالي كما كانت معذبة
لا القرب يسعدها ولا البعد

وقصيدة مداد العمر ومنها :

ما الحبر؟
ما الأوراق؟
ما الأسطر ؟
إلا بقايا .. ضمها الدّفترُ

فيها تباريحي التي غادرتْ
روحي ولم يأبه لها المَحشَرُ

ستون مرتْ من حياتي ولم
أغفرْ لقلبي عندما يخسَر
واستمتع الجمهور الحاضر لعدد من قصائد المتوج مؤخرا بلقب أمير الشعراء الدكتور الشاعر سلطان السبهان :
يقول عن الوطن :

وطني كأن الغيم يفتح صدره
لخطاك والآفاق تُلبسك السنا
وطني وتختصر المسافة في فمي
لأقول أنت بهذه الدنيا أنا
وعن الشعراء يقول:

نسقي بماء المعاني كل من وردوا
بئر الكلام وعادوا للظما أسرا
ومتعبون نجر العزم في دمنا
يا رب إنا لما أنزلته فقرا
ويقول في قصيدة أخرى:

إن مت يكفي أن يكون عزاء
حاولت أن أتعل الأشياء
صيرت أقلام التأمل أسهما
فعلى الحقائق أن يكن ظباء

وعن الحب يقول:

ياعامرية آن أن ترتاحي
قيس الحكاية ضاق بالألواح
سنظل أجمل طائرين تواعدا
وتوادعا كل مضى بجناح