أمل سليمان

أصارحك أنه لا يمكن لظروف الحياة أن توقف شخص يعشق روح أُمٍ زرعت بداخلي نصائح أعيش بها وأتعامل مع الناس بمفعولها ، بل على العكس الظروف تتحول وتتبدل حتى أنها تصبح سبباً في نضجه وتقديمه الأفضل بين كل السيئ الذي يعبث بنا حين ترمي الحياة بصعوباتها علينا ، هكذا يا أمي تثبت لي الحياة كيف كانت قدرتك في تعليمي أشياء كثيرة , التي كتبتها الأيام في جبيني وثبتتها في العمل وفي الحياة ،
كانت قصصك تعلمني الكثير متميزة حازت على فخري وأكسبتني جوائز الصبر والسلوى في غيابك , لك فكر نادر في الأمور ولك مشروع بعيد المدى في تربيتي والذي أعيش به الآن يضم الكثير من حنانك واحتواءك لي , ويضم دروس التشجيع وإثراء روحي كي تبعث الخير لحياة الحرف والنصيحة إلى منتهاها الجميل بين الناس .
لكن من يبثها في روحي وأنتي غائبة وداخلي يفتقد كل جزء فيكِ
فضمن إنشغالي بعملي وحياتي الخاصة , لدي وقت كبير في نبضك و حبك لإبنتك الصغرى , لمن لم تستطع أن تنساك يصل إلى مستوى الشوق المرهق يكتنفني الآن وأشتغل بكل ما أوتيت من قوه لتجميع نفسي ونجاحي , وبكل ما أوتيت من قوة أيضاً أصلي وأدعو لك بالرحمة , وأدعو لقلبي وروحي بالصبر لفقدك لي في الدنيا .
غاليتي
كنت إنسانه تجمع وتوحد الرحمة فينا وبين أوصال الأسرة , بينما اآأخرون يبعثون بين أطراف مسئولياتهم , ولكم ما تتخيلوا هذا المجهود من قبلهم في التعكير لحياة الأشخاص , في هذا الوضع الذي نعيشه وبشكل شخصي تماماً ودافع داخلي أساسه حب الحياة بشكل مختلف عن الرحمة والإنسانية .
تتحرك لديهم مستويات العبث بأساليب عده لتجعلهم مشروع يستحق الشفقة لما في قلوبهم من ضياع .
يا أمي
تعتبر سلسلة الأحداث الحياتية داخل حقل العمل , هي تجربة مشتركة عرفها جمهور البشر المحيطون بنا بهذا الشكل .
وبالنسبة لي يا رحمة السماء أنتي دائماً بداية القوة والأمل , لذلك سميتني أمل كي يصبح معي ضوء منك فيني لا يفارقني .
أفكارك هي مجموعة دستور مزروع في صدري ، خفيفة في روحي تم إختياره بقدر ما استطعت جمعها من حياتك لتنور درب آخر عنقودك من الأبناء , وهي أنا , شغلتني بالإهتمام والرحمة وذلك شكر يعبق داخلي بمجهود ذاتي لروحك
مهما تحدثت ومهما قلت تخونني الكلمات , ويشل لساني عن التّعبير , فأنتي لغز الرحمة من الله , تخنقني عبراتي كلما رأيت خطوط العمر وأنا بدونك , وكلما رأيت تعب السنين يلقي بكاهله على رأسي ,
يا أُمي , يا من كنت منبع سعادتي
صدرك الوحيد الذي كان يريحني غاب , يدك المباركة التي كانت تمسح عني تعب الدنيا ذهبت ولن يبقى إلا أيادي لا تعرف إلا الضرب فقط , وتفتقد حتى السلام العابر ، أشتاق لدفء الشوق في حناياك , ومهما كبرت فأنا طفلتك المُدلله التي ترفض أن تكبر يوماً بين ثناياك حتى في الغياب , حتى إذا ذكرتك وأنت تبتسمين تتفتح ورود عمري , وتشرق الشمس في روحي , ويزهر الربيع في قلبي محبة , وتشدو دقاته بأعذب الدعاء لك , وينتشي قلبي فرحاً وكأني ملكت الكون أجمع وفي كل ركن من أركان روحي يفوح شذى عطائك أُمي
يا وهج روحي , أدعو لك بكل صلواتي أن يمدك الله بالرحمة , ويمد لقلبي بالصبر في بعادك عني … أحبك يا أُمي ملئ الحياة والكون .
ابنتك الكاتبه/أمل سليمان