بقلم . أ.حسين بن علي العثاثي

وَلَدت قبيلة العثاثي في مركزها ومسقط رأس قادتها ورموزها قريةُ (حوتين) بحوالي ألف متر غرب مدينة صبيا غلامًا، وكان
من فرسانها إنه الشاب الفتي، والذي وُلِد الألق معه فكان وسيمًا فهيمًا، نشيطا ذكيًا، قويًا ألمعيًا، فاق أقرانه في مهاراته وقدراته، وصبره وجلده، وقد صبرته الحياة غورها، وضرب مع أبيه في الحرث والتجارة، وكان أريبًا نابهًا، اعتمد عليه والده في كثير من أعماله ومهامه، فكان أكبر إخوانه وتسلم المسؤولية في وقت مبكر من حياته، فكان قائمًا بأسرته راعيًا لها، جادًا في قيادته ملمًا بها، ونمى وترعرع على يد أمٍ بصيرة بالحياة
-متعنا الله ببرها وعافيتها- فأتقنت غرس الفضيلة فيه وأخوته، فنشأ قيميًا بفطرته، وتعلم العلم ودرس العلوم، ومن حبه للعلم؛ فقد اجتاز درجتين علميتين؛ الأولى بكالوريوس في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة الملك سعود بالرياض، في تخصص علم الاجتماع، عمل بعدها في الضمان الاجتماعي بجازان، وذاع صيته وعلا شأنه مع زملائه وأقرانه، وكانا عَلَمًا فيه لا يُبارى، ثم انتقل لجامعة الإمام للمرتبة الثامنة، وعمل في إدارة الأنشطة الطلابية، وكان رمزًا فيها لا يُجارى، وخلال تلك الفترة؛ درس كلية الشريعة انتسابًا، وأخذ درجة البكالوريوس، وتخرج فيها ليحقق الدرجة الثانية، وعاد لجازان في كلية المجتمع، وبعدها دخل في فرصة قيادية في وزارة الداخلية، وفي أمارة منطقة جازان، ليرشح وكيلاً لمحافظة صبيا، وعمل فيها ما يقارب العشر سنوات، وانتقل بثقة سمو أمير منطقة جازان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز رئيسًا لمركز منجد بمحافظة هروب، وعمل بها خمس سنوات، استطاع خلالها أن يجتاز درجة الماجستير في القانون والنظم، ليقطف الماجستير وهجًا في سيرته، ودراسة علمية بحثية في تجربته، وكان يُجالد الطريق إلى جامعة الملك خالد ثلاثة أيام في الأسبوع في سنتين إلى أن ظفر بها، وعندها رُشِّح مديرًا عامًا لإدارة المتابعة في أمارة جازان، ولم يدم طويلاً فيها حتى صدر قراره قبل ظهر هذا اليوم الثلاثاء ١٨/ ٨/ ١٤٤٠ هـ، بثقة غالية رصينة من سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية؛ وسيدي صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان، وسيدي صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة جازان، ليقطف المرتبة الحادية عشرة قصب سبق قيادي لا يستحقه إلا أمثال أبي عاصم، ممن خدم المليك والوطن، وبذل الغالي والنفيس لتكون جازان بصمة تنموية تليق بأميرها وصانع نهضتها وتنميتها، وما معرض شركاء التنمية في صبيا؛ وجناح صبيا الباهر في مهرجان جازان الشتوي الأول؛ ومجلة صبيا “خضرة وطن، وبياض فل”؛ إلا أثرٌ من حركته وفريق عمله المميز آنذاك.
الأستاذ شوقي بن علي العثاثي؛ نقطة ضوء تدل على التركيز والاحترافية والإنجاز والمهنية، لايعرف الكلل ولا الملل، يعطي حتى يفنى العطاء إلا له، ويبذل حتى يقال أن البذل كان له رفيق، ويسعى حتى قيل أن السعي ملّ منه الطريق، لا يُعرف شيئٌ لديه يسمى المستحيل، ولا توقفه العراقيل، ولا يُنصت للتأويل، بل جادّ وطموح ومنطلق،بوضوح، ويطلب الإنجاز بشموخ، يسعى ويبذل، يتابع ولايحثل، يبادر ويشاور، وينطلق ويغامر، سيل عرمرم هادر، ورياح تخطم كل كاسر، لا تأخذه في الله لومة لائم، يدرس المواضيع بطرق علمية ، ويحلل المواقف بحكمة وروية، ويتتبع الأحداث بفكر ومهنية، فكان رمزًا قياديً وألقًا غير عادي، يحب العمل في فريق، وبفهمه وعمقه يتقي ضيق الطريق،
فهنيئًا لأمارة جازان بمثله قائدًا ورمزًا.
كل ما قلته فيه حقيقة، وربما كان ذلك لقربي منه فأنا شقيقه، وأعوذ بالله من المدح لمن يستحق؛ إلا أن يكون حقيقة.
شكرًا أبا عاصم تقولها لك جازان كلها؛ بصوت الضمان الاجتماعي.

شكرًا أبا عاصم تقولها لك صبيا كلها بصوت أهلها قيادات ومسؤولين.
شكرًا أبا عاصم تقولها لك منجد كلها بصوت وفاء شيخها وأهلها الوافين .
شكرًا أبا عاصم تقولها لك قبيلة العثاثي؛ شيبانها، ورجالها، وشبابها.
شكرًا أبا عاصم يقولها من يعرفك، ومن يعرف من يعرفك، فأنت علم.
هأنذا شقيقك الأصغر أكتب هذا النبض فرحًا بمنجزاتك، فهي لنا فخر وشرف، وقد جعلت لنا مقامًا على مقامنا، وصيتًا على صيتنا، فرويت بأنجازك أرضنا، وأسعدت قلوبنا، وكنت عزنا وفخرنا.
لا حرمك الله هدفك، ولا أضعفك عن مواصلة طموحك وإنجازك، ونحن معك على العهد سائرون، فامض بنا كي يكون ضوؤك وهجًا يتجاوز الأفق، وألقًا يلامس عنان السماء، فطموحك عالٍ وسامٍ، وضوؤك وهجٌ ينير الدرب لكل هُمامٍ، فَسَرْ وأنت رافعٌ رأسك بكل تفانٍ؛ لترسم لمن خلفك الطريق بقيمٍ ومعانٍ.

 بمناسبة حصول شقيقه الاستاذ شوقي بن علي العثاثي على درجة الماجستير، وترقيته للمرتبة الحادية عشرة، وتكليفه مديرًا عامًا للمتابعة بأمارة منطقة جازان.. وفاءً لشقيقه وشكرًا لله لتحقيق هدفه في طريقه..

كتبه أخوك وشقيقك الأوحد:
حسين بن علي العثاثي
مدير مبدعون للتعليم
١٨ / ٨/ ١٤٤٠ هـ