حمدّيا احمد

‏فلا غياباتي تقف..و مبالاتي لاتمِل
‏ومهما شدني قدري لطريقٍ لا أعلمه..لا أريده
‏ أنا أول الصابرين على ما قد يأتي ..

‏و لو أن الأشياء قد توهمتّ لنا
‏إلى أن أصبحت حقيقةً تنهكُنا
‏وتكررّت خلافاتنا من غير حذّر
‏أنا و أنت فقط بعد الله قد نعلم.. كيف أن الأمور
‏أصبحتّ بيننا لاتتسع لشخصٍ مِنا
‏و أن هذا لاحول لي فيه ولاقوة..

‏أمام رحيلك تحديداً وحيثُ ما سنمضي إليه
‏ دون وعيّ أو تفكير
‏صدرك الذي حوانا أنا و نبضي.
‏و عالمي الخاص و الصغير جداً
‏الذي يُرى بكلماتي من ثقب عينيك ..
‏وكل ما يجعلك كبيرٌ فيّ هكذا..
‏خاصةً كل الذي أحببتُه فيك،
‏لن يغفر ما قد جاء منك.

‏وحتى لو كان وداعك هذا قد أتى سابقاً..
‏فلن يشكل فارقاً لأنك كنتُ دائماً تودعني
‏ في الصباحاتِ والكلماتِ و الأحضانِ،
‏ و بِالوردِ في كل لقاء..
‏رحيلك لم يخلُق وراءه سِوى تِلك الآلام
‏في الإبتساماتِ والقناعاتِ
‏وتلك الشفافةِ الهادئةِ المروعةِ وتلك الصلابةِ المتفككةِ
‏وذلك العُمر الكبير..
‏لكنني أحتفظُ بها أيضاً ،أيامك أمام عِزَّة إنسانيتي
‏و لإنني إمرأة مستقلةٌ ثابتة تُؤلمها حنجرةُ الكلمات..و رُغم هذا كتبتّ لك هُنَا و أنت في النهاياتي هناك..و في أسطرها الأخيرةِ ليوم” مارس” هذا .

‏….إن البوحّ صعب ومرارةِ الأيام لاتسمح لنفسي القولّ!
‏,غَيْر أن رحيلك مؤذي و أنا له من أشد الصامتين حزناً..
‏و إن كل يوم وكل ساعةٍ مضتّ بي معكّ من هُنَا ,كنتُ أودّ تقبيلك فيها ،كلما كبُرتُ ثانيةً من يديك_.

  1. ‏حمدّيا احمد .