رباب الدرسي

أكد عضو مجلس الشورى أ.د.عبداالرحمن بن أحمد هيجان لــصحيفة “سعودبوست ” : وفقًا لنماذج إدارةالكوارث والأزمات عادة ماتكون هناك ثلاث مراحل تتبناها الدول لمواجهة اي كارثة أوأزمة ، حيث تتمثل هذه المراحل في:مرحلة ماقبل الكارثة أو الأزمة ،ومرحلة أثناء الكارثة والأزمة ، ومرحلة ما بعد الكارثة أو الأزمة ، وحتى أشد الدول تطبيقاً لهذه المراحل قل أن تنجو من الآثار الكبيرة التي تتركها عليها الكارثة أو الأزمة ولكن حسبها أنها أخذت بالاحتياطات المطلوبة بغض النظر عن النتائج .
وأضاف : من ناحية أخرى يجب أن نشير إلى أن الكوارث والأزمات لاتقدم نفسها في الوقت والمكان المناسب لنا، بل تختار هي الوقت والمكان المناسب لها ؛ لذلك نجد لكل كارثة أو أزمة ملامحها الخاصة وإن اشتركت في بعض الملامح مع من سبقها من الكوارث والأزمات مع بقاء خصوصيتها التي تجعل عملية التعلم من الكوارث والأزمات السابقة محدودة.
وقال : من هذا المنطلق يأتي إجراء حظر التجول بصفته إحدى الوسائل الاحترازية والضرورية التي تتخذها الدول أثناء حدوث الكارثة أو الأزمة ؛وذلك من أجل التلطيف أو التقليل ما أمكن من الآثار السلبية التي تتركها الكارثة أو الأزمة.
وأكد : وفي واقع الأمر فإن أزمة فيروس كوروناأزمة لها خصائصها الفريدة عن بقية الأزمات سواء أكانت أزمات سياسية أو اقتصادية أو إدارية أو أمنية ، حيث أنها لاتعتمد على المواجهة المباشرة مايجعل التعامل معها بحاجة إلى كثير من الاحتياطات على مستوى الدول والمنظمات والأفراد؛لذلك نلاحظ أن الدول اختلفت فيما بينها فيما يتصل بردود الأفعال تجاهها ؛ حيث قدمت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين نموجا عمليا وأخلاقيا في التعامل مع هذه الأزمة .

وأفاد : لقد كانت المملكة سباقة على المستوى الدولي في أخذ الاحتياطات المطلوبة للحيلولة دون وقوع الأثر الكبير لهذا الفيروس على المواطن والمقيم ؛ حيث اتخذت العديد من الإجراءات التي من بينها إجراء حظر التجول، كما وجه خادم الحرمين الشريفين بتقديم دعم مالي قدره عشرة ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا”كوفيد19″ ، وقدمت المساعدات للعديد من الدول لمواجهة هذا الوباء إذ قدمت لليمن مساعدات بقيمة ثلاثة ملايين ونصف دولار أمريكي لنفس الغرض، وإلى جانب هذه المساعدات فقد كانت كافةالتجهيزات الطبية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والتوعوية على المستوى الداخلي حاضرة في جميع مراحل إدارة أزمةكورونا بما في ذلك الإجراء المتعلق بحظر التجول.

وبين في حديثه : بالتأكيد فإن مواجهة الأزمة ليست من مسؤولية الدولة وحدها في أي مجتمع وإن كانت الدولة تمتلك قرار مواجهة الكارثة أو الأزمة ، بل أن الأسرة والفرد يتحملون كذلك جانبا من المسؤولية في مواجهة أزمة كورونا ، وقد اتخذت الدولة جميع الاحتياطات لضمان نجاح هذا القرار ، وذلك بتوفير جميع متطلبات الوقاية والرعاية الصحية ومنع السفر والحجر الصحي والتأكيد على ضرورة الإبلاغ عن حالات كورونا.

وتابع : لذلك يمكن القول بأن التزام المواطن والمقيم بقرار حظر التجول هدفه الأساسي حماية جميع مكونات ومقدرات هذا الوطن من الآثار غير المحمودة لهذا الفيروس ، وإنني متأكد أننا جميعا في المملكة العربية السعودية نعيش تجربة جديدة فيما يتصل بإجراء حظر التجول ،وأن المواطن السعودي أوالمقيم لم يتضرر أحد منهم في معيشته اليومية ، كما لاحظنا ذلك بالنسبة عند بعض الدول التي اتخذت قرار حظر التجول ووفرت جميع المتطلبات الضامنة لنجاح هذا القرار.

فيما أكد : لقد كانت تجربتي وأسرتي في ظل قرار حظر التجول إيجابية بكل ماتعنيه الكلمة ؛ إذ أتاح لي هذا القرار بصفتي باحثا ومؤلفا المزيد من الوقت لممارسة هذه الصنعة في حياتي ، وإلى جانب ذلك فقد مثل القرار بالنسبة لي ولأسرتي فرصة كبيرة للتعامل مباشرة مع أساليب التعلم عن بعد التي أتاحتها وزارة التعليم مشكورة حيث جعلنا هذا القرار ننتبه كثيرًا إلى دور التقنية الحيوي في وقت الأزمات.
وأضاف : إننا في دولة نمتلك من الإمكانات التقنية العالية ؛لذلك فقد منحنا قرار حظر التجول فرصة لاختبار وتوظيف إمكاناتنا التقنية في التعلم عن بعد وربما سنشهد في المستقبل القريب حالة التعليم عن بعد بصفته إجراءً طبيعيا في عملية التعلم وليس استثنائيا .
وأشار : منحني قرار منع التجول وأسرتي المزيد من الوقت للاتصال والتفاعل ومناقشة قضايا ذات صلة بموضوع أزمة كورونا والمستقبل؛ حيث أصبح بعض أفراد الأسرة كالمراسلين يزودننا دائما بأحدث المستجدات في عالم كورونا محليا ودوليا ، أما الاتصال بالأقارب والأصدقاء خارج الاسرة فأعتقد أننا بوجود وسائل الاتصالات المتقدمة لم نتأثر سلبا أبدا في التواصل معهم حتى إنك لتشعر أن معلومات الجميع متكافئة حول أزمة كوورونا.

واختتم حديثه ” لبوست ” قائلاً: إن أي قرار تتخذه الدولة في مواجهة أي أزمة لايعد الالتزام به اختياريا أو ترفا ،وإنما هو قرار إلزامي وليست المملكة منفردة في هذا الشأن عن غيرها من دول العالم ، وأنه بإمكاننا أفرادًا وأسرًا أن نساهم في نجاح أي قرار تتخذه الحكومة في مواجهة أزمة كورونا ، وأن ندرك أن أي تهاون أو تساهل في تطبيق القرار سوف تتم مواجهته بإجراءات وعقوبات صارمة ستجبر الفرد على الانصياع لقرارات الحكومة .

وعلى أي حال فإن تجربتي مع قرار حظر التجول لمواجهة فيروس كورونا أثبت لي وللجميع بأن شعبنا السعودي يقدر قرارات حكومته ويقدر مسؤوليته كمواطن تجاه نجاح أي قرار تتخذه الحكومة في مواجهة الأزمات ومنها القرارات المتعلقة بمواجهة أزمة كورونا.