حوراء رضي

سراب اخترعناه وسرنا خلفه ، أصبحنا نرى ولا نرى ، من فرط ما ألتبس علينا الشكل والجوهر.
سجن الرفاهية.
هو سوء تفاهم كبير بين المعنى والا معنى، بين الوجود والا وجود.
هامش على حدود العالم لا أنت فيه ولا خارجه ، هو جسر العبور للخيارات الأكثر شجاعة ، هو اختبار قدرتك على صهر مرارات الحياة لتوقظ فيك السؤال الكبير عن جدوى كل شي؟
هناك في المكان الفاصل بين الافق والهاوية، تجد صعوبة في أعادة صياغة الأمور ،وتحاول أستبدال عاداتك الاجتماعية بأخرى هربا منك ، تستبعد أنسك بنفسك ،وتخشى من صلابة الواقع الذي لا يقبل المختلف ، تخفي حسرتك ، حسرت ذوبانك في الأخر كأنه حصانتك من نفسك ، تلك التى تقف مذهولا أمامها عند الموت بأنك قدمت كل شي للرفاهية الجسد ونسيت الروح .

معرفتك بنفسك هي التجربة الأعمق، فلا تتجاهلها ، يقول الأمام علي عليه السلام ( من عرف نفسه فقد عرف ربه) الحضور في حضره النفس حضور في حضره الحق ، والحضور في حضره الحق هو تكامل مستمر .

ربما تكون رسالة هذه العزلة القسرية هي مواجهتنا مع أنفسنا ، وعدم الفرار منها.

ربما هذه المواجهة وسيلة اهتداء الروح الى ما أعدت له من سفر ، من جحيم الغياب الى جنة الوجود .
بين الموت والحياه مراتب كثيرة على الروح طيها ، لا تقبل البقاء في خط أفقي طوال حياتك ، لامس السموات بروحك، أخرج عن الهامش، أخرج إلى الوجود.
صفي باطنك حتى تصل لعروج الروح ، الذي يتلبس فيه الشغف مع الاشراق ، لتصل لحظة تجلي الاشياء رغم ستار الظاهر .