علي احمد معشي

ونحن مجبرون هذه الأيام على التزام بيوتنا وقاية لأنفسنا وأهلنا ومجتمعنا من نشر عدوى المرض الذي اجتاح العالم ، يجب علينا أن نفكر في النعم التي كنا نعيشها طيلة عمرنا دون أن نشعر بها ، لقد كان الخروج من المنزل متى ما شئنا نعمة ، الصلاة في المسجد نعمة ، الذهاب لأداء العمرة منى نشاء نعمة ، والذهاب للعمل نعمة ، وزيارة الأقارب والأصدقاء نعمة ، والذهاب لمطعم وتناول وجبة شهية نوع من النعم ، احتساء القهوة في أحد المقاهي المفضلة نعمة ، مصافحة الناس والتعرف عليهم ومعانقتهم نعمة ، التسوق نعمة ، التجمع في الشواطئ والمنتزهات نعمة بل نعم عديدة لا تعد ولا تحصى ، يا الله كل هذه النعم التي كنا نمارسها ونراها من الروتين العادي بل أن بعضنا يشعر في بالملل أحياناً ويريد أن يغيرها ، هي نعم عظيمة ما كنا نشعر بقيمتها ، هل عرفنا الآن كيف أصبح الخروج من المنزل دون وقت محدد احدى الأمنيات الكبيرة ؟ ، هل علمنا الآن كم هو متفضل علينا ربنا بحياة سعيدة وعيش رغيد رغم تذمرنا وتبرمنا الدائم وشعورنا أننا في ضيق من العيش ؟ هل ستتغير نظرتنا للحياة الآن ونتعلم كيف نشكر ربنا على ما منحنا من النعم الكثيرة والمميزة ؟ وهل يا ترى سنغير طريقة تفكيرنا تجاه سلوكياتنا ؟ وهل سنشكر الله تعالى على النعم بحفظها واستثمارها في طاعته أولاً وفي العمل والبناء والتطوير والتقدم نحو مستقبل مليء بالعطاء والعمل والانتاج ؟
هل سنتوقف عن إضاعة أوقاتنا هدراً في التوافه والفراغ القاتل ؟ هل سنعيش بسلام واحترام لبعضنا ونتعاون على حفظ كوكبنا من التلوث بأنواعه سواء التلوث الفكري أو المادي أو الصناعي أو التلوث الاجتماعي ؟

إننا بحاجة ماسة للمراجعة على كل الأصعدة ، نحتاج مراجعة تعاملاتنا مع ديننا والحفاظ على هويتنا الدينية
بحاجة لمراجعة تعاملاتنا مع بعضنا البعض ، بحاجة لمراجعة طريقة حياتنا ومدى قدرتنا على الاستعداد لمواجهة الكوارث والأوبئة والأحداث والمتغيرات بالإيمان وبالعلم والمعرفة والتطوير الصناعي والتقني والانتاج المحلي والاكتفاء الذاتي وعدم الركون الى غيرنا والاعتماد على الآخرين وعدم البقاء دائما في خانة المستهلك المستورد بل يجب أن ننتقل إلى خطوات متقدمة نحو بناء بلد متين قوي مرتبط بقوة الله أولاً متلاحم مع قيادته ثانياً عصامي معطاء منجز ثالثاً
ومن فضل الله أن هذا التوجه هو ما تتخذه وتتبناه بلادنا بقيادتها الحكيمة وخططها المرسومة وهذا ما يجعلنا نشعر بالفخر والمنة والحمد لله الذي هيأ لبلادنا قيادة عظيمة أثبتت للعالم حضورها المشرف في كل الأصعدة والمستويات .
نسأل الله أن يرفع البلاء عن العالم وأن تعود الحياة لطبيعتها دون عناء إنه على كل شيء قدير .