محمد الهديب

انتشرت موجة سخط بين جماهير الشاشة الفضية إثر متابعتهم لما يقدم في رمضان الحالي من مسلسلات لا ترتقي للذائقة من وجهة نظرهم ، مما جعلتهم يدخلون في مقارنة بين الاعمال الحديثة وما يقدم في ذلك الزمن على قناة ذكريات ، حيث عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالابتعاد عما يعرض لكثرة الإسفاف والمبالغة في معطيات الأمور والتوجه لمسلسلات الماضي وهي الأفضل لدرجة الكمال.

ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن الأعمال التي يمتدحونها كانت تتعرض لذات النقد الذي يطال المسلسلات الجديدة كالفكرة المكرره والمبالغة في الكوميديا وصوت الموسيقى الصاخبة داخل المشاهد ، وكذلك المحسوبيات والوساطه وتقديم المصلحة الشخصية على العمل .

لذلك يجب أن نعرف أن النقد هو ذاته في الأساس ولكن الحياة تتغير في معطياتها …فلو نظرنا إلى حياتنا العامة سنجد أن هناك كلمات وأدوات وعادات كانت تستخدم واندثرت مع وجود التقنية والحصول على المعلومات بسرعة مع تيرة الحياة .

كذلك من محفزات النقد ..وجود الأعمال العالمية لمحترفين جُلّ همهم الصناعة ، ليأخذوا هذا الجيل إليهم ويصبحو أسرى لما يقدمون ، مما يجعل النطاق المحلي في نظرهم غير مرضي ، فتجد الجمهور يطالب بطرح قضايا أجتماعية مختلفة دون رسائل موجهه بشكل مباشر كما في السابق مع كوميدياغير مبالغ فيها كما في الوقت الحاضر ، وأن يعلوا سقف الإنتاج ويعتمد على المشاهد الحركية والانتقال السريع بين المشاهد دون الإكثار من الكلام كما في السابق ،وأن لا تكون خاوية من روح التفاعل والتناغم بين الممثلين كما في الوقت الحالي .

وبطبيعة الحال الإنسان يستهويه الماضي وينظر فيه السكون والراحة وأنه جيل الطيبين والسبب في ذلك أنه يعيش في الحاضر ويشاهد كل سلوكيات الإنسان التي لا ترضيه ..لذلك يتمنى العيش في الماضي، بينما لو ركب آلة زمن وعاد هناك سيرى ذات الإنسان بعادات لا تتواكب مع هواءه وحتماً سوف ينتقد أعمالهم إن عاش في تلك الحقبة ويطالب بالفن الأقدم وأنه هو الفن الجميل وسيضل يتنقل بالزمن للاقدم في كل مرة حتى يعود لنشأة الفن وسيعيش مع الزمرة التي ترفضه وتراه سبيلاً لضياع الدين والقيم .
حيث من يستطيع إقناعه بأن الفن جميل وهو يحمل هذا الفكر المتشنج الذي يحاب جهاز التلفاز.