ماهر عبد الوهاب

عندما تعمل على أن تتخلص طيلة فترة حياتك الوظيفية من كل شائبة تكدر صفو علاقتك مع زملاء العمل حتى وأن طالت فستجد بينهم الخير الذي يقربك إلى الله ، المهم أن تكون تلك العلاقة وثيقة وطيدة متبادلة توجب المحبة في الله، ممزوجة بالإيمان مقرونة بالتقوى.

الشيخ مبارك بن عبدالله آل سعيد ، مواطن أُحيل للتقاعد النظامي في رجب الماضي بعد أن كان يشغل مدير مكتب التوعية الدينية بمستشفى محافظة وادي الدواسر العام ، حيث عمل ما يقارب الأربعة عقود كان خلالها موظفاً مثالياً أخاً وصديقاً وناصحاً للجميع ، لافرق عنده بين مُدير وعامل نظافة ، لاتسمع منه إلا الكلمة التي يعطر اريجها الارجاء ، والعبارات التي تفيض بالحب والاخلاص والوفاء.

عندما أحيل إلى التقاعد لم ينته حبه للخير ولزملائه ، بعد أن وصلهم خلال هذا الشهر الفضيل بهدية شخصية تمثلت في بئر خيري في إحدى الدول  نظير ما بذلوه من جهد معه طيلة فتره عمله بالمستشفى قبل التقاعد .

مدير المستشفى الأخصائي أول ياسر بن عبدالله آل شملان علق على ذلك الموقف بقوله ”  أنه فوجئ هو وزملاؤه من الكادر الإداري والطبي بهذه الهدية القيمة، وأن الكلمات تعجز عن التعبير عما قام به ذلك الموظف ، والذي قدَّم لهم هذه الهدية التي لم تخطر على بالهم والتي تعتبر سابقة من نوعها” .