بتغطية إعلامية من صحيفة سعودبوست

نوال عامر _جدة

تميّز مساء أمس السبت 13-6-2020 بأمسية فارهة، فريدة من نوعها أحْيَتها الشاعرة المبدعة “أ. وفاء بنت سالم الغامدي”في ملتقى( مخملية الفصيح)، حيث أضفت على مسائنا بريقًا في تحيتها : ( جمال المساء حيث التفاف الأغصان الوارفة حول جدول عذب)، وقد جئنا جميعًا لننهل من فيضه في هذه الأمسية؛ لعلنا نروي إحساس الشاعر المرهف والأديب والمفكّر والمتذوق في حوار ثريٍّ بالحسن والحس .

وقد أدار هذه الأمسية بفنٍّ واحتراف الأستاذ الفاضل / عبدالعزيز طيّاش، بالتنسيق مع مديرة الملتقى الأستاذة/ عنبر المطيري .

بدأ أ. طياش الأمسية بتحية لافتة تليق بأرباب الحسّ والفكر، معشر الشعراء والأدباء ومتذوقي الكلمة والحرف الجميل، رحّب فيها بالحضور وعلى رأسهم سعادة الدكتور / عبدالله بن عويقل السلمي، رئيس النادي الأدبي بجدة وأستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبدالعزيز، كما رحّب بسعادة الدكتورة/ خديجة الصبان، مؤسسة ملتقى:( لأجلك سيدة اللُّغات)، والتي قابلت الترحيب
بتحيةٍ أكبر، نظمتها على عجالة في وقت الملتقى قائلةً فيها:
تحيةً إلى رقراقةِ الحسِّ وفا..
فوّاحةُ السنا..يحلو بها المسا
وفاؤنا..وفاءُ الشعرِ ها هنا..
من ها هنا تمتطي جواده محلّقًا
إلى حيث النجيمات العذارى تتجارى.. فرحة اللقا بها تضوعُ فرحةً..
طاب المسا..مسا حضوركِ البهيِّ يا وفا.

تلا ذلك الترحيب بأمير الشعراء الشاعر / سلطان السبهان، ثم بجميع الحضور من أرباب وأصدقاء الشعر والفكر والذوق والأدب.

فاق كل ذلك الترحيب تحية خاصة لضيفة الأمسية الشاعرة المبدعة التي فاحت شاعريتها أريجًا في الملتقى، كيف لا وقد نشأت في أسرةٍ تترنم بالأهازيج الشعبية صباحَ مساء، تلك هي البُنيّة البارّة التي تأبى إلا أن يكتب اسمها بجوار اسم والدها، وفاء بنت سالم الغامدي .

بدأت الشاعرة وفاء أمسيتها بالتحية والشكر للحضور، وللقائمين على الملتقى، شكرًا غامرًا وفيرًا لإتاحة هذه الفرصة ولحضورهم رغم الظروف -الراهنة- الشائكة.

بعد ذلك أدار أ.طياش عجلة الحوار ليفتتح الحوار مع الشاعرة عن سر التألق والعبق في ذلك الغذاء الصباحي الروحاني اليومي الذي تبثّه “وفاء” عبر وسائل التواصل في رشفات الصباح؟ حيث يلقى إقبالًا مدهشًا!

قالت شاعرتنا “وفاء” مُحِبّة الصباح:
هي الشمس الضحوك إذا تبدّت..
غشت ليل المواجع بالنشيدِ
تسامت فوق رابيةِ المعاني..
فأنشد ضوؤها حلوَ القصيدِ

ثم تحدثت عن بعض الرشفات الصباحية الأخرى، كرشفة “الفقد”، التي كانت عاملًا قويًا لتدفق أحاسيسها؛ فقد كانت ترسل رشفاتها اليومية في كلّ صباح إلى: ( آل السماء) كما سمّتهم، وهم أحبتها الذين فقدتهم ورحلوا عنها، ومن أجمل ماقالت في الفقد نثرًا: (الفقد يارفاق..نَصْلٌ لا هو يخترقك فتموت، ولا أنت تستطيع نزعه لتتماثل في الشفاء، يبقى مغروسًا يمثل بقلبك، ويبقى النزف دمًا، دموعًا وشعرًا ) .

كما كان من جميل الأسئلة في تلك الأمسية ما طرحه سعادة الدكتور/ عبدالله السلمي، حيث استفسر عن سرّ تحضير الأنثوية وانكسارها في شعر وفاء، وسبب كتابتها للمقطوعات القصيرة دون القصائد الطِوال، وعن عدم تنوع الأغراض في شعرها حيث يراه منحصرًا على الوجدانيات والرثاء ؟
صرّحت وفاء بأن الشعر ينساب ليحكي الأنثى كما هي بانكسارها وضعفها وفي شموخها وإبائها وعفتها، وقد نفت عدم تنوعها في الأغراض الشعرية فقد كتبت عن الطبيعة وعن الوطن وعن اللغة ولكن الغالب عليها الوجدانيات والرثاء.

ثم جاء السؤال الذي يتحدث عن القصيدة التي تُمثل نقطة تحول في مسيرة الأديبة وفاء الشعرية حيث سُئلت عن حكاية نص ( خالد المجد ) وأصدائه وكيفية وصوله إلى الأمير سعادة الشاعر / خالد الفيصل، وسر تسميتها بالشاعرة النخبوية، فأجابت عن ذلك بكل صدق وأريحية، وكان بعض إجابتها عن النخبوية: ( ينبغي أن يكون جمهور الشعر من المهتمين بالشعر، ولكل مقامٍ مقال، ومن الصعب على الشاعر إلقاء قصيدة لمن لايعي ولا يشعر بما يبوح به الشاعر، وأنا أحب أن أرى بريق وقع شعري على جمهوري).

أما موقف وفاء من مجموعات الواتساب الأدبية، أو ما سألها سعادة الشاعر الأستاذ/ سلطان السبهان عن حاجة الناس للقصيدة في ظل وجود العالم الرقمي الجديد و الذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية، فقد كان موقفًا إيجابيا إذ أن هذا العالم في أمسّ الحاجة إلى الومضة الحسيّة والدفقة الشاعريّة التي تقدمها القصيدة، وعلينا توظيف ذلك العالم وإدارته لإنتاج المحتوى الجيد.
وبالنسبة لمجموعات الواتساب: ( يكفي أنّها تحتضننا الآن وتجمعنا في هذا المساء الفاره، ولها دورٌ فاعل إذا ما حافظت على هدفها وكانت فضاء للأدب).

كما تميل وفاء إلى الرمزيّة والانزياح التي هي خلق الدهشة في النص، وترى ذلك بحسب احتياج النص، حيث تلبسهُ ثوبًا ليس بثوبه ليبدو لافتًا يلوي عنق القارئ فيقف متأملا مستمتعًا مستغرقًا.

والجدير بالذكر أن الشاعرة وفاء نسبت الفضل لأهله، حين سُئلت عن فن المساجلة والمجاراة الذي انتعش في مجموعات الواتساب، و حكت أنها تعلمت من الدكتورة خديجة الصبّان بأنه فنٌ قديم يسمّى:(المعارضات أو المعرّضات)، وروت بعض النماذج منه.

وفي ختام الأمسية تبادل الجميع أبيات و كلمات الشكر والثناء على هذه الليلة الثريّة بالحوار الأنيق وحسن البيان، و فيض الكلمة، وصدق الحضور .