بقلم /نورة الدرع

عندما تصل أسرة ما إلي الطلاق يبدأ الصراع على شتلات هذه هي العلاقة (الأطفال)؛ الذين هم بذرة زرعت في أصيص معطوب منذ البداية، وتطور الأمر لينكسر الأصيص وتسقط الشتلات على أرضٍ ليست أرضها فتارة في أرض الأب وتارة في أرض الأم وأحيانا هدنة في أرض الجد والجدة، ويبقون الأطفال مكسورين وفي حيرة من أمرهم وفي صراع واختيار مؤلم وحلم بعيد بأن يعيشوا مستقرين في ظل أسرة مكتملة ومترابطة، لكن المشكلة ليست في الطلاق نفسه المشكلة في أننا لدينا جهل ولا وعي كيف نجعل الطلاق صحيا وأن لانجعله مضرًا على أبنائنا ألا نجعل أبناءنا يدفعون الثمن أن لا يكونوا وسيلة للانتقام أو الثأر ،وألا نجعلهم يدفعون ثمن الطلاق من حقوق استحقوها ووجبت علينا لهم لمجرد أننا لا مستطيع أن نتغلب على مشاعر الحزن والخسارة التي تجتاحنا وتتغلب علينا وتصيبنا بالعمى.

 على الطرفين المطلقين أن يتفهموا بأن الزواج مشروع وكأي مشروع هناك احتمالية انتهاء صلاحية هذا المشوع أو فسخ العقد في أي وقت و زمن .وأن الأطفال ليسوا مكاسب أو حصيلة علينا تقاسمها بين الطرفين بل هم الجزء الذي تلقى خسارة ذريعة وسيدفع ثمنها غاليا، يكفي أنهم حرموا من العائلة المترابطة وعلى مرآهم يؤسس كل من الطرفين الأب والأم حياة جديدة وأبناء جدد يتنعمون بتوافق لم يتحقق لهم ومع هذا الشتات تضيع حقوقهم لأنهم حصيلة طلاق وزواج انتهى وأن التجربة الأولى لم يكتب لها النجاح وأنهم أدوات معركة أبدية لن تنتهي. علينا أن ننشئ مؤسسات تقدم الوعي للأب والأم المنفصلين على حد سواء كيف تكون علاقتهم مع بعضهم بعد الطلاق.

وكيف يتعاملون مع الأضرار الناتجة وأن لا يزيدوا الأمر سوأ، وألا يغفلوا الجانب النفسي لأبنائهم وأن يثقفوا أنفسهم ولا يخجلوا من طلب مساعدة مختصين في هذا المجال .

لنخرج شباب وفتيات صالحين مستقرين نفسيا ليستطيعوا أن ينفعوا أنفسهم ومجتمعهم .