بقلم... أمل حسن جلال

السخاء نعمة عظيمة لا يستطيع أحد أن يمثل فيها فستنقشع غمامة زيفه مبكرا.

ذلك الطبع الذي منحه الله تعالى لأهله وخاصته ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).

لطالما امتدحهم الرحمن فهم بخير ولا خوف عليهم . ( يرجون تجارة لن تبور ).

يُبدون عطاءهم مرة ويُخفون مئة مرة ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ).

فأين هم العظماء ؟! نعم إننا نفند كل منهم على رأس قوائم الأسخياء وكما عرفت العرب وأخبرتنا

 عن كرم الكرام وضُرب مثل بالطائي فيه لنحذو حذوه.

فكم حاتم بعدك يا طائي؟!

ارتدى أقوام أثواب الكرم بعده فمنهم صادق ومنهم أُناس يحثون في وجوهنا أتربة إحسانهم أتعلم من هم ؟!

هم لئام الطباع بخلاء العطاء 

يتصنعون أمامك بالسخاء 

يستكثرون ما يقدمون لك رغم أنك تفوفهم أضعافا .. الفرق بينك وبينهم أنك منحت لله وكان عملك خاليا من الرياء رغم ضخامة ما قدمت.

وهم يضخمون ضئيلهم ويطلبون شكرهم على صنيعهم..

أنت تقدم لهم حبا ومالا ووقتا وتمطر عليهم الخير طبعا دون أن تكون ملزما.

وهم رغم أنهم ملزمون يقسِّطون لك دينًا متباطئين حتى تنفر وتُسقط عنهم حقوقك

يا تُرى هل يتعمدون ذلك ؟! 

أم نحن سُذَج نصدق ونتخيل ما يدور في قلوبنا النقية؟!

إلا أن ذلك لا يعني أن كل من قدم لنا يد العون لئيم .. 

هناك كرام ينهجون منهاجا حاتميا بحتا بعيدا عن أضواء المن.

قلوبهم رحيمة وإنسانيتهم شامخة هدفهم الارتقاء يثبتون لك قول المصطفى ( لا يزال الخير في أمتي حتى تقوم الساعة).

تفقد قلبك قبل أن تنام واختبر عطاءك هل تنتظر من الآخرين مقابلا أم أنك تنسى ؟!

ما أجملك إن نسيت!

لا تكن بالمرصاد فيما تقدم ولا تعامل بالند فالكريم يبذل ليرسم ابتسامة على شفاه معدم أو فقير أو محتاج أو حتى الأغنياء . 

فقط يسعد من حوله دون أن ينتظر منهم ردا لحسن الصنيع.

استصغروا كبير عطاءكم في حين أنهم يستعظمون صغيرهم 

وتذكروا أن الله يربي الصدقات حتى في الأخلاق 

دمتم بخير العمل وخير المآل.