بقلم... غاده الفيفي

  إليك يا من تركتني في منتصف الطريق وحيدة خائفة! 

 بقيت وحدي أعاني وأحارب عثرات القدر .. 

كنت بمفردي أواجه الرياح التي عثت بوجهي أتعابها..

اعتمدت على نفسي مبكرا وتعلمت السير وحدي رغم الزحام في مجتمع ذكوري مخيف! 

  حلمت كثيرا أن أكون مثلهن.. رغباتي تُجاب وأمنياتي تحقق.. انتظرت أن أجد من يمسك بيدي وقت ضعفي ليساعدني على عبور محطات الألم التي مررت بها..

  تمنيت بأن أهدى وردا .. أوعطرا 

أو كلمة ثناء على نجاح حققته، أومرحلة أنجزتها في حياتي !! 

كل ما أريد أن أعلمك به أنني منذ رحيلك الذي اخترته أنت..

عانيتُ الصعاب!! استقوت علي أقداري .. مجتمعي وظروفي.. ومع ذالك عبرت بسلام.

وصلت لبعض ماحلمت به، وكم تمنيتك معي..أحتمي بك من غدرهم.. من ظلمهم من قسوتهم ..ومن سهام ألسنتهم.

 ولكن للأسف.. كنت أنت جزءا من وجعي! 

  في كل مرحلة تجاوزتها تركت بها شيئا من دموعي، من همومي، إلا أني وضعت معها قدرا من الإصرار والتحدي .

نعم كنت ضعيفة بدونك في البداية.. ولكني قويت مع الوقت؛ فلم يلاحظ أحد ذلك الانكسار وتلك الدموع التي طالما لمعت في عينيّ في لحظات عجزي. جميعهم ظنوا بأني قاسية، أو ربما متبلدة أمام تلك الصعاب التي عصفت بي؛ فغصاتي ووجعي خبأتها عنهم لأظهر بصورة أفضل.. وفعلا كنت القوية المتماسكة. 

واليوم.. وبعد أن انتصف بي العمر!! 

وبدونك..أقولها لك بثقة ويقين: لم أعد أحتاجك بجانبي!؟ 

  أصبحت قادرة على أن أعيش، وأبتسم، وأرى السعادة بدونك.

لم يعد للخوف وجود في حياتي.. 

 لا شيء يكسرني أو يؤذيني.. 

  لم يعد هناك من يستحق دموعي.

 الآن والآن فقط .. تعافيت من جروحك، ومن ضعفي بدونك.

 اليوم أنا أعيش.. وهنا بدأت الحياة.