بقلم... انتصار عسيري

الفنان هو من يرى أن كل شيء حوله يتنفس، يشعر، يتعذب، يعيش، يفنى. 

قال أحد أهل الفن ( أريد أن أعرض أناسًا يتنفسون، ويحسون، ويحبون، ويتألمون)

من هنا ظهرت الرمزية في الفن، لحاجة الفنان لخلق رمزًا للمشاعر الإنسانية، تعكس حالة الفنان نفسه، وخياله، ومخاوفه، وقد يخلق أشخاصًا لا علاقة لهم بالواقع، وإنما انعكاس لعالمه الخيالي أو الحلمي أو الشعوري واللاوعي.. 

الرمزية التي تحشو بها أعمالك الفنية هي ضرورة لإيصال عمق الشعور للآخر.. 

كرمزية اتساع العين لإيصال خوفك وفزعك من العالم الخارجي كما في اللوحات السوداء للفنان غويا. 

وكرمزية الزهور الدالة على النمو والخصوبة في لوحات بول جوجان. 

وكرمزية الأقنعة المخيفة للوحات الفنان جيمس انسور. 

هل من السهولة أن تخلق فكرة داخل عملك الفني بالرمزية؟! 

وهل تملك الجرأة والمخيلة لطرق أبواب جديدة للتعبير؟!

 لتستطيع مثلًا أن تنتشل الفقراء والمنبوذين وترفعهم إلى طبقة أعلى وبصفات إنسانية أرقى..

أو أن تتحدث عن الحروب برمزية هزلية ومختصرة…

أو تصف لحظة الموت والفناء في نظرات العيون.. 

أو صراع الإخوة على السلطة كثورين يتناطحان ..

أو أحلام الفتيات الصغيرات بكائنات أسطورية.. 

و هذه مجرد أمثلة بسيطة وتطول وتطول.. 

بالرمزية تصنع قلبًا نابضًا لفنك، وتحفره في العقول كي لا يُنسى لأنك لامست أحاسيس جديدة، ووضعت يدك على آفاق أرحب وأوسع في العقول.. وجعلت فنك حيًا ولا يحتاج إلى أن تترجمه إلى لغات أخرى.. 

لأنك لامست الجميع بدون لغة، أو شرح، ليكون فنك لغة عالمية..