مريم فرح الدين

منذ العام الكوني الثالث وأنا أبحث عن كلمات تحمل رائحة الحياة والبساتين، تلتف حول حروفها سيقان البامبو وأعواد الياسمين لكي أستطيع أن أقدمها لك، لا كي تليق بي أو بك بل لكي تليق بهذا الحب العبقري ..

أنا هنا لأرش السكر فوق قلبك

أنا هنا لأدندن لحنا لا شرقيا لا غربيا ولا موسيقا تعزفها الأقدار

أنا هنا لأفجر بين أصابعي الأنهار

أحملك على الغيمات السبع وأجعلك فوق النظر وفوق السمع ونبني سورا حول كل الأسرار..

الليلة ..

الليلة فقط دعنا نتحرر من الأسماء وأكون أنا أي امرأة ..

 الليلة فقط أريد أن أتحدث بمنتهى الوضوح بمنتهى الجموح أريد أن أطلق العنان للصامت الذي بداخلي فلا أخطر من أنثى تكسر القيود وتطرق الأبواب.

هل دق قلبك الآن عندما رأيت كلماتي !

 هل ملأت صدرك اللافندر بنفس عميق؟ بزفير يتبعه صمت يتبعه زفير آخر ثم يتبعه شهيق ..

 ماذا ترى الآن سأقول؟!

في لحظة ما تنتهي كل قدرتنا على ادعاء القوة

 على التماسك

على التغلب

وحينها ، أما أن نسقط من أعلى قمة الياس أو ننفجر كالبركان يحرق كل الخيبات

أقف مرتبكا لا أعرف ما العمل !

لست أنا، لست من ادعي

خائف جدا

ارتعد

ابتعد

بلا حوار

بلا نقاش

بلا جدال

على حياد بين الأجل أو أن يأتي الأجل

يتلبسني شعور مرهق وكأنني أحيا على الأرض منذ بداية الخلق

وكأنني موجه تبحث عن شاطئ تفترشه وتبكي

وكأنني أركض منذ ألف عام وأبحث في الوجود منذ ألف عام ألف قطعة مبعثرة في كل اتجاه

هش أبكي بغزارة كطفل رضيع

حائر والجميع راحل

بلا قرار هل أبقى أم أنه الفرار

لا أعرف من يجب أن أشتري ومن يجب أن أبيع 

العالم من حولي مقفل وعلى كل باب تسعة أقفال خلفي ذئاب جائعة وأمامي سد منيع 

أين أذهب بأحلامي وأين سأضع حقائبي الفارغة وكيف سأقف كالناضج لأناقش نفسي بآلاف المواضيع ؟!!

السيف في خاصرتي يغني ويعزف وأنا أنزف لا ناصر لي ولا شفيع ..

برأيك ما الذي كنت أحتاجه ؟!

هل تعتقد يا سيدي سأكون بحاجة إلى شخص يقول أحبك ويدندن لي لحنا جميلا مضافا له بعض البريق !!

أنا بحاجة ماسة إلى تجميع، لملمني واجمع أشلائي بسرعة قبل أن أضيع

أنا بحاجة إلى معجزة

 لا إلى قصة حب

 إلى نبي

 لا إلى عاشق

 بحاجة إلى أساطيل وجيوش… أنا بحاجة إلى معبد أتلو فيه صلاة صادقة الأحاسيس إلى قديس إلى بيضاء وقلوب بلا تدنيس

إلى تعويذة سرية عليها الكثير من الوعود ..

لم أجد درعًا يحميني (( كسورة البقرة ))

لم أتعمد اعتيادها واعتدتها

لم أتعم الحديث وتحدثت لم أتعمد حياتي قبلها ونسيتها بل حرقتها ..

ذات غفوة كان الورد نائما بعد طول انتظار حتى ارتويت بها وأمطرت عشقا وحبا وغراما ونجمات مضيئة

وأمطرت ياسمينا وغيمات ورد وبياض حلم وضحكات أطفال بريئة

لذا قبل أن تحدثني عن الحب اربت على كتف قلبي وخذني إلى الطريق المنير هناك كي نبحث عن السعادة فقد سقطت منا سهوا هي وهواياتنا والكثير من المشاعر

لم أنسَ حتى الآن تلك اللحظة تحديدا التي اخترت فيها التعويذة على أن أخبر أحدهم كم أنا حزين ..

كم من الأعوام يلزمني كي أجعل كلماتي تليق .. كم من الأعوام يلزمني كي أصفها بجملة أو حتى عبارة ..

أيها العالم الكبير الصغير جدا كنت تقيدني كثيرا

 أنا الآن تحررت

أنا الآن لا أهابك

 أنا الآن ما أسعدني