بقلم..... أ/ أحمد محمد ناصر المدير

حقيقة ليعلم أخونا في الله وأمثاله ممن يرون أو ينظرون لما يُكتب من قصائد وطنية يمدح الشاعر ولاة الأمر ليس من قبيل التطبيل كما تزعمون إنما إيمان قاطع بمكانة ولي الأمر كالرأس من الجسد وأفعالهم التي يشهد بها الواقع الملموس الذي ولاة أمرنا أمدهم الله بالعون – نعمة من الله علينا بهم في ذواتنا وحياتنا الكريمة التي تستحق الشكر قولا وعمل وقد شكر من هو خير منَّا الله سبحانه على ما أنعم الله عليه به سليمان عليه السلام قال تعالى:
( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ( ١ ).

ويقينا مما نعقده أن التحدث بنعمة الله جل جلاله هو من حقوق هذه النعمة عليك من الإقرار بالجميل للمنعم سبحانه الذي قال (وأما بنعمة ربك فحدث) (٢) .
وعن أبي نضرة قال : (كان المسلمون يرون أن من شكر النِّعم أن يتحدث بها)
وهؤلاء الشعراء والأدباء والكتاب إنما يعبرون عن ولائهم ووطنيتهم الصادقة التي من أجل أهدافها وحدة الصف والكلمة وتربية الأجيال على ما فيه خير لأنفسهم ومجتمعاتهم ووطنهم الغالي عن إيمان جازم لايخالطه ريب أو شك أن الدين ، الوطن لا مساومة عليهما هما السياج الحامي للوجود من كل شر ودمار وانحراف عقائدي و فكري وثقافي
فكيف تخرجهم من مصطلح مثقفين؟ فما هي إذا في عقليتكم إذا كان هذه نظرتكم بما فيها من نبرة انحراف فكري وثقافي لا تؤمن بغرض أدبي موجود منذُ العصور الأولى ليومنا هذا.
هذا أولا :

ثانيا :
من المعروف أن المدح من أغراض الشعر التقليدي منذُ أيام امرئ القيس إلى وقتنا الراهن وله خصائصه وسماته الفنية وأنماطه التي تميزه
وقد مدح الحبيب خير البشر عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين والقادة والأبطال على مرِّ العصور لي من هذا ومازال غرض المدح لولاة الأمر جميل بديع له أهدافه ورسالته لهذا الوجود فالمدح لولاتنا لما عليه من قيم ومبادئ إسلامية جعلتهم قدوة ورأسا لهذا الجسد المترامي الأطراف ولما يتصف به الممدوح من علم وجهد وصبر ومثابرة وتقويم لدين وشجاعة في خوض المعارك السياسية والحربية لحماية الإنسان والمكان مجندين أنفسهم ورجالهم وأوقاتهم وعدتهم وعتادهم من أجل هذا الوطن الغالي والشعب الكريم ناهيك عن أهداف هذا الغرض من بث الحماس في أرواح الأجيال وتوحيد الصف والكلمة وليس كما تزعمون تطبيل فالتطبيل في نظري مايخالف الوقع وقيل لغرض شخصي يريده القائل
فمدح الشعراء لولاة الأمر يخدم الدين الذي أمر بطاعتهم وبكل مايحقق وحدة الصف والكلمة ويبث المحبة والمودة والتعاون والتآلف في المجتمع مقويا لرابط الاجتماعية وطيقا
رابعا : قد ركز شعراء المملكة العربية السعودية في مديحهم لولاة الأمر والأدباء والمفكرين على مايعرفون به من صفات وما اشتهر عنهم ولعل غرض المدح لهؤلاء يكون تحفيزا للممدوح لفعل الخير مما يعتبر دافعا قويا للتقدم والإنجاز في كل مجال وميدان وليس تطبيل كما يزعمون
فالأمر طبيعي مدح ملوك السعودية وأمرائهم تعبيرا من الشعراء عن ولائهم ووطنيتهم لأداء الرسالة والواجب تجاه الوطن الغالي وهذا ليس عيبا حتى تخرجهم في مقالك عن اعتبارهم مثقفين في نظري هذا الرأي ووجهة النظر منك وأمثالك قد يكون جافى وخالف الحقيقة.
خامسا : للأسف قد اعتبر وجهة نظركم عادية إن كانت من غير أبناء الوطن أمثالكم ممن لاشك خير الوطن في نشوز عظمه وتعليمه وحياته الكريمة فهذا منطق من يُكنُّ لهذا البلد الكره أو الحقد ممن انحرفوا فكريا وثقافيا متناسين أن الجزيرة العربية مهبط الوحي ومصدر النور والثقافة الإسلامية عالميا منذُ بعثة الحبيب عليه السلام ليومنا هذا فهؤلاء الذين يصفهم قلمك بالمطبيلين هم أحفاد أولئك الجهابذة الذين رسموا بالحروف نثرا وشعرا الموروث الثقافي والأدبي الذي يستقي منه سعادتك اليوم فلماذا هذا الوصف المنبوذ بالمطبلين أتريد تنفير المجتمع من بعضهم أو تريد بتقليلك من شأنهم البروز والشهرة راجع فكرك لتعلم أنك تمجد فكرا ينبذه الواقع عرفا وشرعا بالأدلة القاطعة وللكلام بقية.