بقلم.. د/عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

يمتلك الطفل درجةً عاليةً من البراءة، فهو يثق بالكبار ويصدِّقُ ما يقولون، ويستغرب ما يرى ويسمع من أقوال وأفعال تخالف الواقع،

 و يستطيع التعايش مع البيئات (المدارس، البيوت، المساجد، الجيران) المحيطة به، التي تلتزم بالقيم والمبادئ الإسلامية، وينمو بشكل سليم لذا لا بدّ تكون بيئته النفسية تعزز نموه وتدعمه، وخصوصًا الأبوين، لأنَّ الضغوط النفسية التى سبَّبها الضرب والتهديد، و مشكلات الأسرة؛ قد تترك في نفس الطفل آثارًا سلبية ربما لا يستطيع التخلص منها إلا بعد فترة من الزمن.

فلا بدَّ أن نذكر بعض سمات البيئة النفسية الفعالة، ومنها ما يلي:

 – البيئة النفسية السوية والتي تساعد الآباء والأمهات والمقربين والمعلمين على اكتساب الثقة بأنفسهم وتجنب مواقف الإحباط والمبالغة، فهي تهدف إلى تكوين طفل يعيش زمانه في ضوء عقيدة ومبادئ تحقق له السعادة، كما يجب أن يتقبل الأبوين الأفكار الجديدة للأطفال، ويوفرا الإمكانات والخامات اللازمة لإشباع حاجات الطفل النفسية التي تساعده على التميز والإبداع والنجاح، والتغلب على الأزمات والصعوبات والمنغصات ومشكلات قد تواجهه، فكما زادت الحياة تعقيدًا اشتدت المخاطر النفسية للطفل .

 – أن تشجِّع الأسرة الابتكار والتطوير، من خلال غرس الثقة بالنفس، وتوفير الأمن والأمان والاستقرار والعطاء النفسي لدى الأطفال.

 – أن توفرَ الأسرة المناخ الملائم في البيت؛ حتى لا تظل الموهبة كامنة لدى الأطفال لا يمكن اكتسابها.

   1 أن تقبلَ التقصير لدى الأطفال، ويعالجه الآباء بأسلوب يتصف بالوضوح والشفافية في الحوار وبإشراف أصحاب الخبرة العملية والعلمية، وبأحدث الوسائل، وتنمي عناصر القوة وتطويرها باستمرار بأساليب متقدمة وحديثة، وبتعاون جميع أفراد الأسرة، وأخذ رأي أهل الاختصاص.

   – أن يشجعَ الأبوان أطفالهم على حرية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، وأن يوفرا الأدوات والأجهزة التعليمية والإمكانيات المادية التي تساعدهم على ممارسة أنشطة متنوعة تثير عجلة الابتكار لديهم.

  – أن تشجع الأسرة الأطفال على التفرد وحب الاستطلاع واتخاذ القرارات المناسبة، وتوفير البيئة المرنة المفتوحة التي تبرز فيها قدراتهم وابتكاراتهم.

 – أن يشجع الأبوان الأطفال على استخدام التقنيات الحديثة، مثل الحاسوب، والألعاب الإلكترونية التي تثير تخيل الأطفال، وتساعد على تنمية الإبداع في، القراءة، الرسم، والرياضة، والكشفي والاجتماعي.

  – ربط الأطفال بالبيئة المحلية من خلال لقاءات وزيارات ورحلات؛ لمشاهدة معارض ومتاحف وحدائق وآثار ومباني أثرية تثير في الأطفال عمليتي التخيل و الإبتكار و التميز والإبداع والنجاح والتغلب على مشاكله.

   

  – أن تشجع الأطفال على كيفية الأسئلة و الاستفسار و كيفية الإجابة واقتراح الحلول.

  – أن تزيد الأسرة من مكافآت وجوائز للنتائج الإبداعية لدى الأطفال.

أخيرًا:

علينا أن نبذل كل ما نستطيع من جهد وتعاون وإخلاص حتى نساعد الطفل على تكوين معلومات ينتفع بها عندما يكبر ؛ يفهم معنى الحياة وكيفية التعامل مع الناس.