بقلم.. انتصار عسيري

كتوأمان تتقاطع طرقهم كثيرا ثم تتقابل خطواتهم مجددا يلتصقون ثم يتنافرون

يقتربان في عمر ويتباعدان في عمر آخر

يتوقفان عن البكاء في وقت ما لأن الدموع استحالت أفكارا وألعابا كما قال سيوران:(لم أبك قط، فقد استحالت الدموع أفكارا) 

يختلفون لكن قدرهم أن يتساوون في عين والديهم.. 

كما الفكرة والتكنيك في العمل الفني 

لا أهمية لشيء على الآخر..

لا نفع لكل الوسائل والأساليب والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا في الفن إن لم يحمل فكرة ومضمونا.. 

فكرة فريدة تمثلك أنت .. وتكنيك تمثله خبرتك الفنية 

كم أهدرنا أبطال عابرين وحقيقيين مروا بنا!

وكم أهدرنا أحاسيس تجاهلناها كانت مادة فكرية لأعمالنا لأن الجميع قالوا لنا أن الأساسيات والتكنيك الفني أهم.. 

كم احتجت أن تحيي شخوصك في فنك للحد الذي يتمنى المتذوق لفنك أن يصادف شخصا في الحياة يشبهه.. 

بأحاسيسه وعقده وخيباته، أبطال خالدون عالقون في الذاكرة.. 

وكم كان الناس ينتظرون أن تفك لهم أسرار الوجود في فنك ليجدوا أجوبة على تساؤلاتهم العديدة في الحياة.. 

لتكشف لهم المستور واللغز، وتفتح لهم مغارة علي بابا بكنوزها وغموضها، 

لكنك انشغلت بدراسة الأساليب والمدارس الفنية وتركت أمانيهم معلقة ومهملة..!! 

وتناسيت أن الفكرة في الفن قد تغير دائما شيئا فينا، 

عندما يتحول الوسط الفني إلى فرد عضلات الأساليب والمعدات في غياب الفكرة المميزة يختل الإنتاج الفني ويفقد المجتمع الفكر والثقافة، ونفتقد العمق الذي ولد الفن من أجله.