بقلم /مريم الغزواني

هُنا تهَدأ الْأَرْوَاح وتطيبُ النُفوس ويحلو اللِّقَاء هُنَا تَرْتَسِم عَلَى الْوُجُوهِ مَلامِح الصَّمْت حِينَمَا تُصْبِح السَّمَاء مَلِيئَة بِالنُّجُوم الَّتِي تُنِير جَمَال الدُّنْيَا هَذِهِ حَقِيقَة رَغِم اللَّيْلِ الَّذِي قَدْ نَرَاهُ مخيفًا
فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ تَأْخُذ النُّفُوس حُرِّيَّتُهَا مِنْ الرَّاحَةِ التَّامَّةِ وَلَكِنْ هُنَا حُلْوٌ اللِّقَاء يَعْتَنِقُه مَنْ طَالَ لِلَّه بِسَجْدَة فِي ذَلِكَ اللَّيْلُ مُعَلَّقَة بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّ الْأَرْضِ والسماوات قَد نُصْبِح حِينِهَا صامتين ودمعات نازفة وَقُلُوب خَاشِعَةٌ مُنْكَسِرَة حِينِهَا يَبْقَى الْحَدِيثَ فِي الْقَلْبِ يَشُقّ دروبه حَتَّى يَصِلَ بِدَعْوَة يُنَاجِي بِهَا خَالِقِه
ذَلِكَ اللَّيْلُ الْهَادِئ وحُبّ الصَّادِق مَعَ اللَّهِ وَلِقَاء الْمُحِبّ
اللَّيْل مُلِئ بِالْأَسْرَار الَّتِي قَدْ نعلنها لأَوَّلِ مَرَّةٍ رَغِم أَنَّنَا نرميه بِالظّلَام إلَّا أَنْ هَذَا الظَّلَام قد يشع بالدعووات نُورًا يطُل عَلَى الْكَوْنِ وَيَطِيب بِهِ الْعَيْشُ وَالْمَقَام
أَيُّهَا اللَّيْلُ سنجعل مِن هدوئك لمسات نسطرها لِمَرَض أَنْهَك الْجَسَد وَذُنُوب أَثْقَلَت النَّفْس وَهُمُوم سَكَنَتْ فِي الْفُؤَادِ
أَيُّهَا اللَّيْلُ رَغِم هدوئك وظلامك الْمُخِيف إلَّا أَنْ خَفَايَا دواخلنا لَمْ نَجِدْ مِنْ يَسْتَقْبِلُهَا إلا هدوءك
الَّذِي يَبْعَثُ لَنَا الْأَمَل ولا يجعلنا نَشْعُر بظلامك هُنَا لو لم تَكُنْ كَذَلِكَ لكنت شَبِيهٌ النَّهَارِ وَلَمْ نَجِدْ حِينِهَا كَيْف نهتف بِشَوْق وَلَهَفَه لخالقنا لِأَنّ بهدؤك يالَيْل تَعُود السَّكِينَة لقلوبن وترتاح نُفُوسُنَا ننسى كُلّ هَمْ ونطمع لِحَيَاة هَادِئة كهدوئك يَعْقُبُه نُورًا يُنِير البصيرة… .