بقلم / أمل سليمان

تمر الأحاديث بين الأصدقاء بفرح وضحكة في انتظار وضعهم وشأنه, وهم بأحاديثهم يجعل رأسي ينسكب وجعا, فوضعي يختلف عن البقية, ليس وضع معاش وحياة فقط, الآمر بالنسبة لي حلم لي ولمن كان سبب لوجودي في الحياة بعد الله, هذا الحلم ليس عملا يستدر مالا وأجرًا, بل حلم إنساني لخدمة بيت طاهر من أعظم بيوت الله, وحلم والديَّ اللذان تمنياه لي خلال حياتهم, وحلمي لأن أجد نفسي فيه, العمل يختلف بين البشر, فهناك من يعمل ليقتات معيشته واستمرار حياته, وهناك من يعمل لأنه متعود على العمل ولا يطيق الانتظار والجلوس, وهناك من هم مثلي يحبون العمل لأن فيه هواية وفلسفة وحلم, ولأني أعيش حلمي وحلم أمي فالأمل بداخلي لا يغادرني, وهذا الأمل يجعل عيني ترقرقها الدموع عند سماع حدث كهذا, وعند سماع أمل كهذا لا يهدأ رأسي من التفكير والدوران حتى الوجع يصبح حليفي, لأن الأمل مثل سيف ذو حدين, حد يصنع منك مقاتل تجاه الحياة والقوة والصبر, وحد قد يجرحك ويؤذيك من حدته ويرجع عليك بالوجع وبجرح لا ينكأ, لذلك ترجع نفسي لمحادثة أمي بعد كل صلاة ودعاء بما يجري في الحياة وأقول 

إليك يا أمي, وبعد عناء الانتظار الشمس تشرق وكأن نور الأحلام التي يمكن أن تتكلل بأمل استمرار العمل وكأني أشعر به يأتي و بكياني وذاتي يستقر, الفرح يجعل عيني تدمع بنسائم بشرى تحقيق حلمك يا غالية و قلبي ينبهج بسرور يجري في دمي, هرعت مسرعة إليك لألقي بقلبك بعضا من المسرات التي حلمت معي بها, قلبك الذي صنع السعادة لي بلا مقابل,

حان الوقت لأهديك جزءًا بسيطا منه, 

أين أنت؟!

ها أنا قد أصبحت كما تمنيت أن أكون, من علمتني أن أكون ذاتي وأسعى لتحقيق كل حلم وطموح, زرعت بداخلي جمال الحياة وطعم تحقيق الأحلام, وأنا الآن أتذوق عبقك فيه  

أين أنتِ؟ 

أريد أن أخبرك كم هو جميل هذا الشعور, وكم تمنيت أن نتشاركه معا, الحلم وفرحة الانتصار, وسعادة حسن العمل

أين أنت؟!   

 أبحث عنك بين الأضواء, لأنك ضوء مستمر بداخلي, فرحة موجودة حين تكون الفرحة حليفي شجن حين تمر الأشجان بي, ابنتك المدلله حققت ذات مثلك, 

و لولاك كانت ما تعلمت إلا من قوتك وما عاشت الأمان ولا تذوقت طعم العطف والحنان إلا بك وعنك, تذكرت أنك رحلتِ بلا عودة فأغلقت نافذتي وكفكفت دمعي وصبرت لأنك معي كنور يشع, واحتضنت حلمك واستمريت فيه و أواسي نفسي على أمل أن روحك ترافقني وتشعر بالفخر بي بفرحة ودلال كدلالك ..