بقلم /مي الدوسري

كانت تكتب في مذكرتها الصغيرة كل شعورٍ تمُرَ بهِ من ألم أو استغراب 

وحتى فضفضةٍ عابرة 

و حينما تنتهي تُغلقُ تلك الصفحات

 التي امتلئت بكل ما يحملهُ قلبها 

من تقلباتٍ مزاجية و أسرارٍ دفينة

 في عمقِ روحها لا تشارك بها أحداً قط 

بل تخبِئُها في مخبئٍ سري بعيداً عن الجميع 

ثم تنطلقُ راسمة على شفتيها ابتسامتها التي أخبرها الكثير أنها مميزة 

فتوزعُ أزهارٍ متنوعةِ العطور فتلكَ زهرةُ جبرُ خاطر لمكسور قلبٍ صادفتهُ في أحدٍ الطرقات.

و أخرى تُكافيءُ بها جميلُ روحٍ وضع بصمةِ نجاحهِ رَغمَ كل الصعاب.

وزهرةُ امتنانٍ لكل نعمةٍ تستشعرها كل يومٍ من الخالق الوهاب.

و أما الباقةُ الكُبرى فهي من نصيبُ أولئك الذين يلتقطون مشاعرنا المختلطة رغم صمتنا

 و يترجمون نظرات أعيننا دون أن ننطق 

ويفهمون ما بين سطورنا دون أن يتلصصون على مذكرتنا السرية 

هم فقط من يُقال عنهم الحظُ الأكبر .