بقلم /أمل حسن جلال

لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها

وقلمي اليوم ذلك الأحمق الذي يدَّعي أن للداء ثمار زاكية ننعم بها

لنستمتع في تلك الرحلة القصيرة مع أحرفي التي قد تخلب لبَّ رشيد فطن يقظ لا زال قلبه زاهيا بالإيمان

يقول قلمي بعد السلام والصلاة على خير الأنام:

قد أصيبت صاحبتي بذلك الداء المرعب الذي غير مجرى العالم ونكس الدنيا رأسا على عقب والحمد لله أن لنا ربا يؤجر على المصاب بتكفير خطيئة أو رفع درجة 

ما حدث هو قضاء محتوم لكن كيف استقبلت صاحبتي ذلك الحدث؟ 

بداية الأمر سجدت سجود شكر أن كان ذلك المرض خفيفا لم يكن كما سمعنا عنه فليس كل من أصيب انتهت حياته وهنا للأسف نحتاج توعية طبيب يرشد المجتمع بالتفاصيل الدقيقة للإصابة 

التهويل قد يودي بحياة البعض والاستهانة تقتل.

لذا كان واجبا محتما أن توزع منشورات توضح مراحل المرض متى يكون خطيرا ومتى يحتاج رعاية ومتى يحتاج راحة والعزل مؤكد في كل حالة.

ربما صاحبة القلم لم تبحث وتقرأ قد أشغلتها الدنيا والعمل وملهيات الحياة فكيف بمن لا يقرأ ولا يعي أو يفهم لجهله؟!

أثق بعد تلك التجربة المريرة بل أكاد أجزم أن نصف موتى كورونا ماتوا بعد قضاء الله جراء حالة نفسية أصابتهم وليست كورونا 

فالرعب والحياة التي نعيشها والتغيير المفاجئ الطارئ غير مفاهيم كثيرة لدينا غير حياتنا كلها 

أصبح العالم المفتوح على العالم مغلقا وكم هو صعب أن نشعر بأننا مقيدون رغم حريتنا فكورونا كادت أن تقضي على ربع العالم 

حفظ الله الجميع من هذا المرض فلكل داء دواء 

فكورونا عند البعض لا تتجاوز الأنفلونزا العادية وعند البعض أنفونزا قوية وآخرين تشكل خطرا كبيرا على حياتهم بحسب قوة انتقال الفايروس ونسبة تلقيه 

هل كان من رذاذ؟ أو لعاب! أو رشفة من كأس مصاب! أو عن طريق عدوى زوجية! أو بصاق أو عطس..

وعادة الإنسان المصاب المحظور لا ينظر إلى عدد الناجين بل ينظر لعداد الموتى وهذا ما يجعله يدخل في حلقة الأوهام والوساوس التي قد تقضي عليه رغم تشافيه أو عدم وصوله لمرحلة وسطى وليست خطرة.

المصاب بكورونا البسيطة يحتاج فقط من يدعمه ويقف بجانبه يناوله الحب ويقاسمه الوقت 

أما المصاب بالمرحلة الوسطى يحتاج رعاية أكبر يتلقاها بين المشفى والبيت ويحتاج إلى جرعات أكبر من الطمأنينة

أما المرحلة الثالثة فهو يتلقى علاج في مستشفى متخصص يحتاج جرعات من الدواء والدعاء 

وكلنا تحت رحمة الله نحتاج الدعاء كل حين ولا نستغني عن وجود أحب الناس إلى قلوبنا كل وقت 

لذا علينا أن نغتنم فرص الحياة الجميلة ونعيشها قبل فوات الأوان ونشارك من نحب كل تفاصيلنا فالموت لا يقرع بابا قد يموت المصاب البسيط ويشفي الله المصاب بالخطر ليس مبدأ مرض بل مبدأ بقاء وسند 

هذه هي ثمرة الداء أن تعرف من يحبك حقا ومن يستحق البقاء من لا يهاب الموت يقف أمامك ويربت على صدرك ويقول لك أنا هنا ومعك حتى المرض نقتسمه سويا ولن أتركك 

شكرا لقلمي الذي كان وفيا أوفى مما ظننت وبقي معي وشاركني المرض.