بقلم .أحمد خردلي

هل الحياة مثل الكتاب كما يراها البعض؟

قال أحد الأصدقاء “إذا كنت لا تسافر أو تقابل أشخاصًا أو تستمتع بتجاربها المتنوعة، فأنت لم تقرأ سوى صفحة واحدة منها”. قال آخر: “لطالما فكرت في الحياة على أنها حلم”. “كل ما تعيشة وستعيشة ليس سوى حلم”. “أو كابوس …” ، هل استمعت واستمتعت لزقزقة تلك العصافير فجرا او عصرا؟

هل مارست رياضة المشي في مكان هادى أو بجوار البحر وتبادلت الحديث مع أمواج ذلك الشاطى؟هل جلست مع قريب أو صديق لم تره من زمن طويل؟

هل تذوقت لذة العطاء و المساعدة؟

هل استمتعت بفنجان من القهوة مع أحد والديك؟

هل تنزهت مع أخوانك وأخوتك؟

هل لعبت مع طفلك؟

دفعني هذا التبادل إلى اللجوء إلى الشبكات الاجتماعية للحصول على مزيد من الردود، ولم أشعر بخيبة أمل. 

أصبح النقاش أعمق وأكثر ثراء. بالنسبة إلى بعضهم كانت الحياة هي “رحلة مليئة بالأحلام والكوابيس. لحظات ذات مغزى ولا معنى لها”. وبعضهم يرى أنها نعمة من الله … رحلة مع تقلبات تستمتع بها عندما تأتي.

يقول بعضهم إن “الحياة ليست حلما ولا كابوسًا. إنها حقيقة واقعية أم من السعادة أو الشقاء أومزيج منهما

يقول بعضهم أيضا إن الحياة رحلة من التخطيط والأهداف وحوادث وأحلام وكوابيس ومعاني وعواطف ومشاعر”. قال أحدهم: “لا ، لا ، لا”. الحياة فقط. نقطة. نحن نفرط في المعنى والأهمية للحياة. هل سألت كلبًا أو قطة يومًا ما إذا كانت لحياتهم أي أهمية؟

الحياة ليست ظاهرة خطيرة. إذا أخذنا الأمر على محمل الجد، فسنستمر في فقده! 

وسمعت من قال أنه لا يوجد معنى للحياة في حد ذاتها. إنها قنينة فارغة يمكننا ملؤها كما يحلو لنا. من المثير للاهتمام أن ندرك أن كل واحد منا لديه ثقة في هذا السؤال الذي كان موضوع الكثير من الجدل العلمي والفلسفي على مر العصور. بالنسبة لأفلاطون، كان معنى الحياة هو بلوغ أعلى شكل من أشكال المعرفة. بالنسبة لأرسطو، كان هدف الحياة هو تحقيق “أعلى منفعة”. عرّفها الأبيقوريون على أنها السعي وراء الملذات المتواضعة والتحرر من الخوف. تشير العدمية إلى أن الحياة بلا معنى موضوعي. بالنسبة للفلاسفة البراغماتيين، يعتبر الفهم العملي أهم بكثير من البحث عن حقائق مجردة عن الحياة. لحياتنا جوهر وندرك المعنى الحقيقي للحياة في الوجود البشري كمسلمين لابد أن يكون أسمى أهداف الحياة لدينا أن نتعلق بالحياة الأبدية، وأيضا لنعيش حياة طبيعية في هذه الدنيا يجب أن نتمتع ضمن حدودنا التي شُرعت من قِبَل من دبر وأنجز وأبدع هذا الكون، 

باختصار نحن لم نُخلق عبثا وبلا هدف أومعنى، إنما خلقنا لأهداف عظيمة ويجب أن نفهم أهدافنا لنستطيع أن نصل إليها.

*يا ترى ماذا تعني لك الحياة في جوهرها؟*