بقلم /د. نجوى محمد الصاوي

يشعر  بعض الأشخاص بتوقف لقمة الطعام في صدورهم مع ألم شديد أثناء الأكل مما يضطر  إلى شرب الماء بين اللقم حتى لا تتكرر المشكلة. 

لذلك أحببت أن أكتب عن هذا الموضوع لأهمية عدم إهمال هذه الأعراض، بحيث  يعتقد معظم المصابين إن هذه الأعراض طبيعية ولا تحتاج متابعة. 

التهاب المريء التحسسي أو حساسية المرئ

عبارة عن مرض مزمن تحسسي  بحيث يسبب تراكم كرات الدم البيضاء من  نوع اليوزينيات في بطانة المرئ مما يؤدي إلى التهاب  أنسجة المريء، وأحيانا تلفها   فيؤدي ذلك إلى صعوبة البلع أو التسبب في التصاق الطعام عند البلع

وهذا المرض يصيب الأشخاص اللذين يعانون من حساسية الطعام بحيث تناول الطعام المحسس وبلعه يسبب التهاب بطانة المرئ ومن ثم الأعراض. 

لقد تم اكتشاف هذا المرض في أوائل التسعينيات، و يعتبر من الأمراض الأساسية في علم  أمراض الجهاز الهضمي 

الأعراض تظهر في الأطفال والكبار 

بالنسبة للكبار 

أهم الأعراض صعوبة البلْع ومن ثم انحشار الطعام في المريء بعد البلع مما يضطر المريض إلى شرب الماء لأنه يشعر بألم شديد في منتصف الصدر  وهو شعور مزعج جدا

وأيضا يحدث ارتجاع الطعام غير المهضوم. 

أما الأعراض عند الأطفال، الرضع  يعانون من صعوبة في الرضاعة  والأطفال صعوبة البلع بالإضافة إلى القيء والشعور بألم في البطن ويشكو الطفل بأنه يشعر  بانحشار الطعام في صدره ويريد شرب الماء بسرعة. 

أيضا المرضى بشكل عام يلاحظ أنهم لا يستجيبون  للأدوية المخصصة لعلاج الارتجاع المَعدي المريء.

ويلاحظ عليهم خصوصا الأطفال ضعف النمو وسوء التغذية ونقص الوزن.

نصيحة مهمة 

لذلك أنصح كل من يعاني من هذه الأعراض طلب الرعاية الطبية ولمن لا يستجيب للأدوية الخاصة بالحموضة والارتجاع. 

ما هو المسبب؟ 

لمعرفة السبب لهذا المرض لا بد من معرفة ما هي اليوزينيات

فهي نوع طبيعي من خلايا الدم البيضاء الموجودة في الجهاز  الهضمي. لكن في حال الإصابة  بالتهاب المرِيء اليوزيني، تصبح عند الشخص حساسية تجاه أي مادة خارجية

قد يحدث التفاعل التحسسي بأي من الأشكال التالية: 

  تفاعل المريء. تتفاعل بطانة المريء مع المحسسات  مثل الطعام أو حبوب الطَلع 

كثرة اليوزينيات. تتكاثر اليوزينيات في المريء وتفرز بروتينًا يُسبب التهاب المريء. 

تضرر المريء. يؤدي الالتهاب إلى حدوث تندب وتضيق وتجمع النسيج الليفي الزائد في بطانة المريء. 

عسر البلع والانحشار. قد تواجه صعوبة في البلع (عسر البلع) أو أن يعلَق الطعام في قصبة المريء عند البلع (انحشار الطعام). 

قد تظهر أيضًا أعراض أخرى مثل الشعور بألم في الصدر أو المعدة.

بعد اكتشاف المرض حدثت زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالتهاب المريء اليوزيني. وذلك بسبب  زيادة معرفة الأطباء بهذه الحالة وتوفر الفحوصات بالإضافة إلى أن زيادة انتشار هذا المرض حدثت بالتزامن مع زيادة معدلات انتشار داء الربو وأنواع الحساسية كما أوضحت بعد الدراسات بناء إلى تغير طبيعة الحياة إلى الطريقة الغربية في المعيشة في معظم بلاد العالم.

بعض العوامل تزيد من ظهور المرض:

فصول العام. يتم التشخيص أكثر  بين فصلي الربيع والخريف، ربما لأن مستويات حبوب اللقاح ومسببات الحساسية الأخرى تكون أعلى حينها. 

الجنس. التهاب المَرِيء اليوزيني أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنة بالنساء.

الحساسية والربو مرضى الربو والأكزيما تزداد عندهم فرصة الإصابة بهذا المرض. 

المناخ. الأشخاص الذين يعيشون في مناخ بارد أو جاف أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المَرِيء اليوزيني من أولئك الذين يعيشون في أجواء مناخية أخرى ولاحظت ذلك من زيادة عدد المرضى المراجعين، خصوصا أن جو الرياض جاف جدا وفي الشتاء بارد. 

التاريخ العائلي المرضي. التهاب المريء اليوزيني قد يُتوارَّث في الأسرة وله ارتباط بالجينات.

المخاطر 

قد يؤدي التهاب المريء اليوزيني لدى البعض إلى ما يلي: 

• تندّب المريء وضيقه. صعوبة البلع وانحشار الطعام 

• تلف المريء. نظرًا إلى التهاب المريء، قد يسبب التنظير ثقوبًا أو تمزقات في النسيج المبطّن للمريء. يمكن أن يكون التمزق كذلك ذا صلة بالتهوع الذي يشعر به بعض الأشخاص عندما ينحشر الطعام في المريء.