بقلم /أحمد بن علي الصميلي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسرة الاجتماعية السعيدة

حتى تكون الأسرة سعيدة لا بد من توافر فيها العناصر التالية:
المحبة المتبادلة،
والرحمة الحاضرة، والمودة المولدة لعاطفة تضمن استمراريتها بين الزوجين جياشة.
فهما السبب الفطري الرئيس؛ لتكون أسرة مسلمة بتوفيق الله بينهما، وطرح البركة بهما،
وبدارهما.
وحينما يرزقان بالأبناء يسعد قلبيهما، و تترابط العشرة الحسنة بحياتهما، وتقوى؛ فتعطي كل واحد ما أفندته فطرة الله السليمة إليهما مهمام قيام أسرة اجتماعية متكاثرة الولدان والأنساب ومترابطة بصهرتها والأرحام …
فكل يقوم دوره في الرعاية الخاصة التي يحظى بها البنين، وتزين دنياهما، وتتسع رؤية لحاظهما بجمال الفرحة التي تكبر بحياتهما الدنيا،
وتبلغ أقصى مواطن الغبطة في كيونونتمها الأسرية المتقاسمتان دورهما الفاعل في تربيتهما للبنين والبنات.
قال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الحياة الدنيا) الكهف
وفعندما يكونان متوافقين في السجايا الحميدة، والأخلاق الراشدة المجسدة، ويتبادلان الاحترام بينهما أمام الأبناء، وعند غياب طرف الآخر يبرز دورها الصحيح والهدف المشرع الصريح بحفظ وتنشئة أفراد الأسرة على حب التوافق، وارتكاز ذلك على عنصري الاحترام، وانتشار المودة الحاضنة للرعايا؛ ستكتسب الأسر المجتمعية أقوى مقومات الشراكة الحياتية بتعاونهما في التربية السليمة دون عبء معيب، ولا تخاذل مخل يفقد للأب قوامته في إدارة شؤون أسرته، ولا هاضم للأم القيام حقها في القيام بدور أمومتها الحانية، في تغذية البيت بالرعاية الحانية العاطرة الخالية من الزيف والتضليل،
فينقطع عن الأسرة عطر حنانها التي تستدفئ منه الجدران قبل وتعود ارتجاعه بحفظ أمور معيشتها الأسرية على القوامة البانية الثقة
في الصبايا والصبيان …
فلا بقاء أسرة لمن ضيع الأمانة في نفس كل منهما، ولا مجتمع سيسود إذا تفككت بيوتاته،
وانسلبت منه القيام بحقوقه، وذهاب الشعور بالأمن والأمان …
إذا داهمته بالمخاوف،
وكثرة الركض وراء إثبات الحجة على الآخر في حِجر أوهام شيطانية زعزعت في قلوب الأبناء الالشعور بذلك …
بكثرة الشجار بينهما أمامهما، واتسعت بؤرتها لدخول من خلال ذلك
تلك التدخلات من أهالي كلا الطرفين التي مهدت بالتفريق بينهما، ويسارعت بزعزة الثقة والثبات؛ حتى هدمان بأيدهما بيتهما بالخصام الذي ترأسه العند وركب ظهر مجلسمها بالوسوسة بينهما الشيطان ..
ولنا في البيت النبوي دليل قوامة القدوة الحسنة في الاحتواء، وتبادل الحب وبقائه في صدر الساكنين فيه وبين أركانه، وبث الحنان من قبل كل منهما للآخر؛ لتنجح ديمومة الإخلاص في التربية الأسرية، وتقوى بحصن التربية المحمدية على يدي الرسول المعلم العظيم !.

فقد كان صلوات الله وسلامه عليه
يعامل زوجاته بمودة ورحمة وتربية نبوية شريفة. والتي تفجرت أنهارها بالعدل والإحسان والمساوات بين زوجاته من حيث المبيت.
وحظيت خديجة بأمومتها لبناته أم كلثوم ورقية وفاطمة الزهراء رضران الله تعالى عليهن
فهي التي انتعشت وبنيها في عهد أوائل بيوتاته الشريفة بحبه ودلاله المشرق من رحمته وخير دليل لذلك
أحب بناته إليه …
فقد حظيت الزهراء بدلال والدها صلى الله عليه وسلم ووالدتها وأخواتها رضي الله عنهن،
فقد همس لها في أذنها أنه راحل عنهم فبكت، فاحتضنها وهمس لها بأنها أول اللاحقات به فضحكت واحتسبت.
ويأتي في بيت عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما بدلاله لتنفرد عاطفة المحبة وحرصه على أن يعوضها عن البنين والبنات التي كادت إرادة الله أن تمنع عنها الخلفة لأسباب الاختتام به صلوات الله وسلامه للنبوة،
وذاتكن أيام الجمعة دخل بيت زوجه أميمة بن الحارث رضي الله عنها، وكانت إمرأة صالحة قوامة صوامة فوجدها صائمة فأثنى عليها، وقال لها أصمت يومًا قبله يقصد الخميس، أم نويت معه صيام يوم السبت الذي بعده لتجمعيه، فقالت له: بل نويت كل جمعة فأمرها بأن تفطر وذكر أسباب ذلك لها لأنه أفضل الأيام عند الله تعالى، ويكره الانفراد به بالصيام ففعلت ذلك دون تردد ….
والعلم عند الله وحده دون سواه.