بقلم أ / أحـــمـــد العـــقـــدي

في هذا اليوم ٢٢ / فبراير سيكون الإحتفال الاول لهذا الكيان ألعظيم بيوم التأسيس ألذي كان قبل ثلاثة قرون حين تولّى الإمام محمد بن سعود، سنة 1727 م حكم الدرعية التي تعد رمزا للدولة واضعاً البذرة الاولى لفكرة إنشاء الدولة بمفهومها الواسع والمُنظّم وهذا الاحتفاء ألذي يأتي في وقته المناسب عبر القرار الملكي للملك سلمان بن عبد العزيز باعتماد يوم 22 فبراير (شباط) من كل عام، يوماً لذكرى تاسيس هذا الوطن العظيم هذا القرار الفاصلٌ، والخطوة التعزيزية لتاريخ الدولة و عمق مداءاتها التاريخية والاجتماعية والسياسية . والذي يُؤسس لسردية ملحمية لبدايات إستنبات دولة منظمة وأستلهام مجدٍ لم يكن طريقه ممهداً ولا فكرته الرائدة حاضرة الا في أذهان من اختارهم الله لمصافحة المجد عبر خوض ملاحم كبرى من البطولات بجسارة وفروسية وفكرٍ بناء متيقظ خارج ارهاصات شرذمة التربة السائد وتصارع القوى العالمية للسيطرة على ارض الجزيرة العربية وخيراتها
 وبداية فالملك سلمان
بن عبدالعزيز عُرف عنه وبشكلٍ مبكِّرٍ جداً اهتمامه الكبير بالتاريخ ودعمه لمشروعات الحفاظ على التراث الوطني، مؤكداً ذلك ومُكرِساً له ولي العهدسمو الأمير محمد بن سلمان هذا النهج الراسخ بتأصيل العراقة التاريخية لوطننا، وعمق جذوره الضاربة في أطناب التاريخ ونقله من جيل إلى جيل، كإحدى أهم ركائز «رؤية المملكة 2030»، التي تمثل الحلم الكبير والتحدي الراهن و هويتنا الكبرى.
 ويأتي الاحتفاء بيوم التأسيس اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، نبّهت يدُ الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليخرج برجاله صوب الرياض و ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.

مدهِشة جداً ولافته
هذه التعاقبية الطموحة والعنيدة والممانِعة لأي سيطرة اجنبية
وكل هذا البأس الإستثنائي لبناء الدولة من ألمهد ألى المجد
كأنموذج مختلف لم يحدث من قبل في التاريخ الحديث فالسعودية الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يُرفع بجانب علمها يوماً علماً لِمُحتل
بل إن ارض الجزيرة العربية لم تخضع لحاكم واحد سوى في مرحلة عهد النبوّة والخلافة الراشدة وهذه المرحلة من العهد السعودي الزاهر

 تتجلى من ذكرى يوم التأسيس النظرة العميقة والثاقبة للقيادة الحكيمة في رؤيتها الاستشرافية للمستقبل، على المستويين المحلي والدولي، بتعزيزها الإرث الحضاري ، كمنطلق لإثبات حقّنا التاريخي كسعوديين في أي إنجاز أقيم على هذه الأرض، و عامل قوة يستحضره السعوديون ويحفزهم لصناعة حاضر متوازن، وحضارة مستديمة وتحديد اتجاه المستقبل وملامح هويته.الذي ، يستند إلى تاريخ عريق، وهوية ثابتة، وعمق سياسي وثقافي وحضاري عميق
 وهاهي ذي المملكة العربية السعودية أليوم
تقف بثبات مدهش وشموخ ملفت وسط كل هذه الاعاصير التي تعصف بكثير من دول العالم من حولها فامنها مستقر وشعبها مطمئن ونجاحاتها متواصلة داخليا وخارجياً على مختلف الاصعدة ،
ودام هذا الوطن العظيم
عزيزاً شامخاً لا يطاله أللئام ولا يفتُّ في عضده الاقزام ودام شعبه نبيلاً ومُلتفّاً حول قيادته العظيمة وحكامه ألاماجد .