بقلم /ليلى محنشي

في ليلة من الليالي الجميلة التي لا يضاهي حسن وجمال القمر حينها أي جمال وهو يتوسط السماء 

أحببت أن أخلو بنفسي معه كما اعتدت ولكن لم تكن خلوتي معه هذه المرة كسائر المرات 

فأنا كنت في كل مرة أتناجى معه ونتبادل أطراف الحديث إلى أن تتداركنا أنفاس الصباح

ولكن اليوم جئته مكسورا حزينا عاجزا عن الكلام

فقط كنت أناظره وبداخلي ألف غصة وألف تنهيدة 

فحدثني باستغراب ما الذي أصابك لتأتي إلي كالكهلة التي تودع الحياة..؟!

أين ابتسامة ثغرك! بل أين قهقهات ضحكاتك ؟!

وما الذي حدث لذلك الشخص الذي عاهدك أمامي بكل حب أن يبقى معك سندا وظهرا وروحا لا تفارقك؟!

أين هو لم لم يأتِ معك ؟!

فلم يكن بوسعي سوى أن أسمح لقلبي أن يخرج ما بجعبته فتمتمت قليلا ثم انفجر حزني الذي بداخلي على شكل آهااات 

وبدون سابق إنذار نطق لساني 

 اااااااه ثم ااااااااه أيها القمر أنا اليوم وحيد 

فشخصي الذي عاهدني أمامك أن يبقى لي ظهرا هو من طعنه بدلا من الغريب 

لا أعلم ما الذي أصابه وما الذي جعله ينقض عهده

فأنا في اليوم الذي تعاهدنا أهديته قلبي ولكنه أساء الاحتفاظ به 

أخبرني بأن جمال عيني لا تقل عن جمالك

 وأنني لا بد أن أبقيها جميلة دون أي حزن يسكنها أو يذرف دمعها

وها هو من جعلها تذرف دمعها كـقطرات المطر 

كنت له الصديق والحبيب السند والظهر

وأصبح لي الهاجر والبعيد العدو بدلا من الصديق

لقد أهلكني البعد وأخذ راحتي، أدمى عيني بدلا من دمعها، مزق قلبي الذي كان بلسمه 

كيف لي ترميم نفسي اليوم؟! وها هي كما ترى قد أصبحت محطمة كحبات الفحم بل أصبح الأغلب منها شبيه بـالرماد

فأجابني ليتني أستطيع أن أقترب منك لأرممك

ولكن عليك أن تبدل تفكيرك 

فلا تلومي نفسك بعد الآن ولا تخبري أحدا غيري بهذا الوجع

اجعلي فضفضتك في الحياة لي فأنا سأسمعك دون أن أتحدث عنك

وهناك من ستتحدث له بسجودك فيمسح على قلبك ويرممك فقترب منه أكثر وناجه 

وسأعدك بأنك ستعود إلي بعدها كما عهدتك

ذلك الشخص الطموح المحب للحياة فأنا أناظر جمال الحياة بعينيك وصفاء القلب من مبسمك والحب من حديثك فلا ترهق نفسك وتوجعها فمن تركك هو من خسر أعظم ملذات الحياة 

فهيا أريني ابتسامتك الجميلة قبل أن يسابقنا الصباح بنوره ليكون أجمل ما أختتم به يومي هو مبسمك.