بقلم /أ_أحمد بن عبد الرحمن الجبير

إن الفساد يعتبر سلوكا غير أخلاقي، وجريمة خطيرة تؤثر في نمو اقتصاد الدول، وأمنها واستقرارها فمكافحته، ومنعه يعد أمرا ضروريا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز السلام، وحماية حقوق الإنسان، وتمكين السلطات القانونية من خلال التعاون بين الدول لإعادة بناء الثقة لجميع الدول وتقديم الفاسدين إلى يد العدالة.

فيوم 9 ديسمبر يعتبر يوما دوليا لمكافحة الفساد ومنعه، وتوعية القطاع العام، والقطاع الخاص ومنظمات، وهيئات الإعلام، ومجتمع المواطنين، والمقيمين في جميع أنحاء العالم بمكافحة هذه الجريمة الخطرة، حيث أن الهدف من الحملة تبادل المعلومات بين المسؤولين في الدول، وأفراد المجتمع لمنعه، ومكافحته في جميع أنحاء العالم.

وتشهد المملكة تطورا كبيرا في مكافحة الفساد، وأصبحت من أوائل الدول في مراقبته، ومنعه في ظل مبادرات الرؤية السعودية 2030م، وحماية النزاهة من خلال الإعلان عن الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة، ومكافحة الفساد، وتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد -حفظه الله- لضمان عمل هيئة الرقابة، ومكافحة الفساد (نزاهة).

حيث وفرت المملكة من خلال (نزاهة) قنوات التواصل مع الجميع للإبلاغ عن قضايا الفساد، وهاتف على مدار الـ٢٤ ساعة لتلقي البلاغات، وحماية المتصلين، وسلامتهم من المخالفين والفاسدين، مما يؤكد حرص المملكة على تفعيل دورها في مكافحة الفساد بكافة أشكاله، واجتثاثه من جذوره، وتعزيز جهود المجتمع الدولي لمكافحة الفساد.

لقد حققت المملكة هذا العام أعلى الدرجات في مكافحة غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب؛ وفقا للتقارير مجموعة العمل المالي ” FATF ” ودول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا “MENA-FATF” مما وضع المملكة في المرتبة الأولى عربيا، وضمن المركز العاشر في ترتيب دول مجموعة العشرين، وتقدمت المملكة هذا العام بـ 7 مراكز عالميا. 

كما حققت المركز الـ51 عالميا من أصل 180 دولة، وتقدمت في مركزها بين مجموعة دول العشرين الاقتصادية للمركز العاشر، وذلك بالدعم ألا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين– حفظهما الله – مما مكن الهيئة من مباشرة اختصاصاتها وتأدية مهامها بمكافحة الفساد المالي، والإداري بكفاءة.

ويأتي الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد لتعزيز جهود المجتمع الدولي لمنعه، ومكافحته وقدرة الدول على ملاحقة الفاسدين أينما كانوا، حيث قال سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله- أن للفساد آثار مدمرة على تنمية اقتصاد الدول، وأكد أن للمملكة دور رائد في تعزيز سلامتها، وسلامة دول العالم من الفساد، وإيجاد مجتمعات نزيهة وسليمة.

فالمملكة تفخر بجهودها في مكافحة، ومنع الفساد، وأظهار إصلاحاتها المستمرة في حماية النزاهة وتجنب خطرها على الاقتصاد، والمجتمع والأمن، والاستقرار والثقافة، وتقديم الدعم اللازم للجهات والهيئات المختصة المحلية، والإقلمية والدولية في ظل احتفاء العالم باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق 9 ديسمبر من كل عام.

لذا تحظى المملكة بمكانة رفيعة، وثقة عالية على الصعيدين العربي، والدولي في ‏مختلف المجالات وخاصة في مكافحة الفساد، وتعزز التعاون الدولي المشترك في إنفاذ القانون لمنع، ومكافحة الفساد وجرائمه، ونحن نثمن كل ذلك عاليًا للدور الكبير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظهم الله- لمحاربة الفساد.